هلَّ نور الإيمان في الرابع من شعبان

مقالات وبحوث

هلَّ نور الإيمان في الرابع من شعبان

4K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 28-03-2020

الباحث: محمد حمزة الخفاجي
اَلْحَمْدُ للهِ كُلَّمَا وَقَبَ لَيْلٌ وَغَسَقَ وَاَلْحَمْدُ للهِ كُلَّمَا لاَحَ نَجْمٌ وَخَفَقَ وَاَلْحَمْدُ للهِ غَيْرَ مَفْقُودِ اَلْإِنْعَامِ وَ لاَ مُكَافَأ اَلْإِفْضَالِ، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله...
وبَعْدُ...
ولد العباس بن علي (عليهما السلام) في الرابع من شعبان سنة 26 هـ، وقد ازدانت المدينة بنور وجهه الكريم، وقيل إنه أول ما ولد لقب في زمانه بقمر العشيرة[1].
فسبحانه وتعالى أبدع في خلق أوليائه وأنبيائه وزادهم على غيرهم من الجمال الباهر والحسن الزاهر، وقد اشتهر بنو هاشم بجمالهم وكان العباس بن علي (عليهما السلام) قمرهم.
ولعظيم وصفه كانت لأم البنين (رضوان الله تعالى عليها) أبيات تتعوذ بها من شر الحاسدين تقول في هذه الأبيات:

أعيذه بالواحد        من عين كل حاسد
قائم والقاعد             مسلمهم والجاحد
صادرهم والوارد      مولودهم والوالد[2].

ولم يكن العباس جميل الوجه فقط بل كان عظيم الهيأة يمتلك قوة جسمانية عظيمة لذلك أُختير من قبل الإمام الحسين (عليه السلام) ليكون قائد جيشه، حتى صار العباس مضربًا للمثل في الجمال والكمال والقيادة الفذة.
قال أبو الفرج الأصفهاني، (كان العباس رجلا وسيما جميلا يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطان في الأرض وكان يقال له، قمر بني هاشم، وكان لواء الحسين بن علي (عليه السلام) معه يوم قتل)[3].
أما إيمانه فقد شهد به الحجج الكرام يقول الإمام الصادق (عليه السلام) بحق عمه العباس (عليه السلام): (كان عمنا العباس بن علي نافذ البصيرة صلب الإيمان جاهد مع أبي عبد الله وأبلى بلاء حسنا ومضى شهيدا)[4].
ونفاذ البصيرة وصلابة الإيمان تعطيانه جمالا باطنياً، فكما أنه يتصف بالجمال الظاهري فقد امتاز العباس (عليه السلام) بجمال الذات وهذه الكمالات والصفات التي حواها كان أساسها العلم فالعباس بن علي (عليهما السلام) عالما فقيها وقد ورد (أن العباس بن علي زق العلم زقا)[5]، فكان (عليه السلام )عالما عاملا بعلمه، فتواضعه للأئمة والتسليم لهم والانقياد بأوامرهم ونواهيهم دليل على علمه.
وقد حاز العباس بن علي (عليهما السلام) أعلى منازل الشهداء والسعداء، قال الإمام السجاد بحقه: (..رحم الله العباس، فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه، فأبدله الله عز وجل بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وإن للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة)[6].
فهذا ما أراده الإمام علي (عليه السلام) حينما سأل عقيلا عن امرأة انجبتها الفحول فكان ثمرة ذلك الزواج أن ولدت له أربعة أبطال كان أبو الفضل العباس (عليه السلام) عينتهم وسيدهم، فكان يوم ميلاده من أعظم الأيام إذ ولد ناصر الحسين (عليه السلام) وحامل لواء الدين وساقي عطاشى المكرمين.
وفي ختام مقالتنا نسأل الله بحق قمر العشيرة أن يعجل في فرج صاحب الأمر والزمان، وأن يمن علينا بالصحة والعافية وحسن التوفيق في الدنيا والآخرة.
الهوامش:
[1] - ينظر مقتل الإمام الحسين (عليه السلام)، أبو مخنف: 176.
[2] - المنمق، محمد بن حبيب البغدادي، ص351.
[3] - مقاتل الطالبين، أبو الفرج الأصفهاني، ص56.
[4] - مقتل الإمام الحسين (عليه السلام)، أبو مخنف، ص176.
[5] - أسرار الشهادة، ج2، ص495.
[6] - الأمالي، الشيخ الصدوق: 548.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.9048 Seconds