في المعراج عُيِّن الإمام أميرًا على الناس

مقالات وبحوث

في المعراج عُيِّن الإمام أميرًا على الناس

3K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 10-05-2020

محمد حمزة الخفاجي
الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين ....
وبعد ....
لم يخلِ الله (عزَّ وجل) الدنيا من نبيٍّ مرسل، وكذلك لم يخلها من وصي نبي، ليكون الوصي سندًا للنبي يستخلفه على قومه سواء أكان في حياته أم بعد رحيلة، ليُأدِّي عنه ما كُلِّف به،  وقد استخلف موسى أخاه هارون على قومه، وكذلك استخلف النبي الإمام علي (عليه السلام) في فراشه، وفي غزوة تبوك استخلفه على المدينة فقال الإمام للنبي: (يا رسول الله أتخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أما ترضى أن تكون منِّي بمنزلة هارون من موسى إلا أنَّه لا نبوة بعدي)[1].
فكان علي وصي محمد باختيار الله (عزَّ وجل)، ذلك لما حازه (عليه السلام)، من فضائل حتى صار شبيه محمد (صلى الله عليه وآله) بكل شيء.
وفي عروج النبي سأل الله (عز وجل) نبيه عن خليفته في أمَّته، وهذا الأمر يرويه علي (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقوله: (قال لي ربِّي ليلة أُسري بي من خلفت على أُمَّتك يا محمد؟ قال: قلت أنت أعلم يا رب، قال: يا محمد إنِّي انتجبتك برسالتي واصطفيتك لنفسي، فأنت نبيي وخيرتي من خلقي، ثم الصديق الأكبر الطاهر المطهر، الذي خلقته من طينتك وجعلته وزيرك وأبا سبطيك السيدين الشهيدين الطاهرين المطهرين سيدي شباب أهل الجنة، وزوجته خير نساء العالمين، أنت شجرة وعلي أغصانها وفاطمة ورقها والحسن والحسين ثمارها، خلقتكم من طينة عليين وخلقت شيعتكم منكم، إنَّهم لو ضربوا على أعناقهم بالسيوف لم يزدادوا لكم إلَّا حبَّا، قلت يا رب ومن الصديق الأكبر، قال: أخوك علي بن أبي طالب، قال: بشرني بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبنائي الحسن والحسين منها، وذلك قبل الهجرة بثلاثة أحوال)[2].
ومنذ ذلك الحين بشر النبي وصيه بهذا الأمر، ثمَّ أخبره أن من ذريته ستكون الحجج الكرام، فالحسنان لهم حق الولاية، وأن من ذرية الحسين تسعة معصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) هم أساس الدين، بهم أوصى الله رسوله فكانوا نعم الخلف.
وفي روايةٍ أُخرى عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنَّه قال: (أوحى الله إليَّ في الأسرى: من خلفت على أمتك؟ قلت: أخي علي بن أبي طالب، فقال سبحانه: اطلعت إلى الأرض فاخترتك منها، وثانية فاخترت عليًّا، وشققت له اسمًا من أسمائي، يا محمد إنِّي خلقت عليًّا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من نور واحد، ولو أنَّ عبدًا عبدني حتَّى ينقطع، ثمَّ لقيني جاحدًا لولايتهم لأدخلته ناري، ثم أراه سبحانه أسماءهم وأعلمه بقائمهم)[3].
وفي رواية مسندة عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنَّه لما أُسري به (صلوات الله وسلامه عليه) لقاه نوح (عليه السلام) فسأله من خلفت على أمتك فأجاب علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال له نوح: (نعم الخليفة خلفت)، ثمَّ لقاه موسى وعيسى (عليهما السلام) فسألوه السؤال نفسه فأجابهم بمثله[4].
وممَّا تقدَّم يتحصل لنا أن تعين الوصي من أهم الأمور وأعظمها، لأنَّه تُناطُ به مسؤوليَّة الحفاظ على الدين وتوفير الفيء والصدقات وما إلى ذلك من نظم الأمور.
قـال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنَّ الأئمة من بعدي اثنا عشـر، فمن أحبهم واقتدى بهم فاز ونجى، ومن تخلف عنهم ضـل وغـوى)[5].  
الهوامش:
[1] - مسند أحمد: 1 / 185.
[2] - مسند زيد: 405.
[3] - الصراط المستقيم، علي بن يونس العاملي: 2 / 141.
[4] - يراجع بحار الانوار، للعلامة المجلسي: 27 / 121.
[5] - الصراط المستقيم، علي بن يونس العاملي: 2 / 116.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2192 Seconds