من أخلاق الإمام علي (عليه السلام) / قوله: ((تَنْزِلُ الْمَعُونَةُ عَلَى قَدْرِ الْمَئُونَةِ))

سلسلة قصار الحكم

من أخلاق الإمام علي (عليه السلام) / قوله: ((تَنْزِلُ الْمَعُونَةُ عَلَى قَدْرِ الْمَئُونَةِ))

4K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 04-09-2021

بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان

((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد:
قال أمير المؤمنين عليه السلام ((تَنْزِلُ الْمَعُونَةُ عَلَى قَدْرِ الْمَئُونَةِ)).
عندما خلق الله تعالى الإنسان تكفّل برزقه وما يحتاجه للبقاء والعيش كإنسان، كل ذلك وفق حاجته من دون ما تقتير أو تبذير لأنّه تعالى أعلم بما يُصلح عبده وبما يحتاجه العبد، فيسعفه بالنجدةِ المطلوبة وقت الحاجة. ولذلك عدّة طرق ووسائل تُعينُ العبد على انجاز مهماتهِ وقضاء لوازمه.
فالدعوة إلى التوكل على الله والقناعة بما يقسمه لعبدهِ والاطمئنان لضمانهِ تعالى.

فحبذا لو قنع الإنسان بالذي يكفيهِ بلا زيادة عليه؛ لأنها تشقيه دنيًا وآخرة، ويبقى محاسبًا عنها، مع أن غيره يهنأ بها.
ويحتاج الإنسان إلى التمرّن لكي يقتنع بأن الله تعالى قسّم بين العباد أرزاقهم فلا ينقص من أحد شيء إذا كان من حصته، والشواهد على هذا كثيرة جدًا، ولكن مع ذلك لا يكون غالب الناس مقتنعين عمليًا بذلك، ولذا نجد حالات الاعتراض والنقم أو السرقة ومحاولة الازدياد غير المشروع.
ولله تعالى حكمة لا يدركها الإنسان بحسب فهمه المحدود فلا بدّ أن يسعى الإنسان لرزقه بالشكل الملائم لوضعه الاجتماعي مع الثقة بالله تعالى، لا بما يبذله من جهد، وسوف يجد أن الله تعالى يكفيه ما يحتاجه لكن بالأسلوب المناسب والملائم للحكمة الإلهية لا بما يشتهيه الإنسان ويقترحه من حالات وإمدادات[1].


الهوامش:
[1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص 145 - 146.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.3078 Seconds