من كلام الإمام علي (عليه السلام) في كتب غريب الحديث قوله عليه السلام: ((فَجَشَأَ على نَفْسِه))

مقالات وبحوث

من كلام الإمام علي (عليه السلام) في كتب غريب الحديث قوله عليه السلام: ((فَجَشَأَ على نَفْسِه))

1K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 13-09-2022

بقلم: الباحثة زهراء حسين جعفر

الحمدُ لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره، وسببا للمزيد من فضله، ودليلا على آلائه وعظمته، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالضياء، وقدمه في الاصطفاء، وجعله خاتم الأنبياء صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.

أما بعد:
فمما ورد عنه عليه السلام في الحقول الدالة على أخلاق الإنسان، مفردة: (الجَشَأَ)، وقد ورد في حديث الإمام علي (عليه السلام) قوله: ((فَجَشَأَ على نَفْسِه))[1]. المفردة الغريبة التي وردت في حديثه(جَشَأَ)، وعند الرجوع الى المعجمات نجد معنى (الجشاء): تنفُّسُ المعِدةِ عند الامتلاءِ[2]، وذكر ابن منظور بأنّ لفظة(جشأ) من: ((جشأت نفسُه تجْشأُ جُشوءاً: ارتفَعَت ونَهَضَت إِلَيْهِ...))[3].
قوله (عليه السلام) (فَجَشَأَ على نَفْسِه) مَعْناهُ ضَيَّق عَليهَا[4]، فبذلك يكون (جشأ على نفسه) نهض عليها وارتفع، أي: لا يطاوعها، ونجد اصل لفظة(جشأ) هو: الامتلاء والكثرة،، فقد استعمل الإمام (عليه السلام) ((أحسن الوسائل البيانية التي تهدي إليها الطبيعة لإيضاح المعنى))[5]، وهو خروج اللفظ عن معناه الأول وجعله منساباً مع السياق فكسب اللفظ معنى ايجابيا واعطاه معنى العكس أو التضاد، فالمعنى الأول هو (الامتلاء والكثرة) بينما نجد الإمام (عليه السلام) جعله بمعنى التضييق، وهذا من باب العلاقات الدلالية وتعاور المفردات لإعطائها معانٍ جديدة في ضوء النص، إذ به يخرج المعنى المقصود وقد وطن نفسه صابرا عليها. لذا نجد دلالة اللفظة الوظيفية تدل على الخلق الحسن وهذا ما بيَّنه الإمام(عليه السلام) في مضمون الحديث)[6].

الهوامش:
[1] النهاية في غريب الحديث والأثر: 1/272، لسان العرب: (جشأ) 1/48.
[2] ينظر: العين: (جشأ)6/159، وتهذيب اللغة(جشأ)1/94.
[3] لسان العرب: (جشأ) 1/48،( تجْشأُ) هكذا وردت في اللسان وأحسبها (تَجشُؤُ)، وينظر: معجم اللغة العربية المعاصرة: (جشأ)1/376
[4] ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر: 1/ 272.
[5] جواهر البلاغة: 191.
[6] مزيد من الاطلاع ينظر: كلام الإمام علي عليه السلام في كتب غريب الحديث/ دراسة في ضوء نظرية الحقول الدلالية، تأليف زهراء حسين جعفر، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، ص 93-94.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2831 Seconds