من مرويات الإمام علي (عليه السلام) في لسان العرب قوله (عليه السلام): ((هَلْ يَنْتَظِرُ أَهلُ بَضاضةِ الشَّباب إِلَّا عَلَزَ القَلَقِ وغَصَصَ الجَرَض))

2K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 27-04-2023

بقلم: د. سعيد عكاب عبد العالي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من اصطُفي من الخلق، وانتُجب من الورى، محمد وآله أُلي الفضل والنُّهى.

وبعد:
 قال ابنُ منظور في بيان معنى كلمةِ(الجَرَضَ): «والجَرِيضُ: أَنْ يَجْرَضَ عَلَى نَفْسِهِ إِذا قَضَى. وفي حَدِيثِ عَلِيٍّ:هَلْ يَنْتَظِرُ أَهلُ بَضاضةِ الشَّباب إِلَّا عَلَزَ القَلَقِ وغَصَصَ الجَرَض؟ الجَرَض، بِالتَّحْرِيكِ، هُو أَنْ تَبْلُغَ الرُّوحُ الحَلْقَ، والإِنسان جَرِيضٌ»([1]).
ممَّا جَاءَ في النَّصِّ كلمةُ(الجَرَض)، هِيَ مصدرٌ لـ(جَرِضَ)، وهيَ قريبةٌ من معنى الدَّاءِ في الإنسانِ، يقولُ الخليل: «إنَّهُ ليَجْرِضُ الرِّيقَ على همٍّ وحَزَنٍ، ويَجْرَضُ على الرِّيقِ غَيظًا، أي: يبتلِعهُ... ومَاتَ جَرِيضًا، أي: مَرِيضًا مَغمُومًا، وقَدْ جَرِضَ يَجْرَضُ جَرَضًا شَدِيدًا»([2])، والجَرَضُ هو الغَصَصُ بالرِّيقِ خاصَّةً، وبهذا قالَ ابن دريد:«الجَرَضُ: الغصَص بالرِّيق يُقَال: جَرِضَ يَجْرَضُ جَرَضًا إِذا اغتصَّ»([3]).
قالَ ابنُ أبي الحديدِ: «والجَرِيضُ: الرِّيقُ يُغَصُّ بهِ، جَرَضَ بريقهِ بالفتحِ، يَجْرِضُ بالكسرِ، مثل(كَسَر يكسِرُ)، وهو أنْ يبلعَ ريقَهُ علَى هَمٍّ وحَزَنٍ بِالجُهْدِ»([4]).
أراد الإمامُ(عليه السَّلام)، أنْ يذكرَ مصيرَ الإنسانِ، ومَا ينتظرُهُ من همُومٍ وهلعٍ وتوجُّعٍ، والجَرَضُ مصدرٌ يَدلُّ علَى معنًى قريبٍ من الدَّاءِ في الإنسانِ، وهَذا من المعاني الصَّرفيَّةِ الَّتي حدَّدَهَا الصَّرفيُّونَ لهذهِ الصِّيغةِ من المَصَادِرِ)([5]).

الهوامش:
[1]   لسان العربِ(جرض): 7/130.
[2]   العين(جرض): 6/ 43.
[3]   الجمهرة(ج ر ض): 1/459.
[4]   شرح نهج البلاغة، لابن ابي الحديد: 6/ 260.
[5] لمزيد من الاطلاع ينظر: مرويات الامام علي عليه السلام في لسان العرب: سعيد عكاب عبد العالي، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص78-79.