شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (13) قال عليه السلام: أِذا قَدِرْتَ عَلىَ عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ العَفْوَ عَنْهُ شُكراً للقُدْرَةِ عَلَيْهِ

سلسلة قصار الحكم

شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (13) قال عليه السلام: أِذا قَدِرْتَ عَلىَ عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ العَفْوَ عَنْهُ شُكراً للقُدْرَةِ عَلَيْهِ

2K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 30-09-2023

بقلم: د. قاسم خلف السكيني.

الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.

وبعد:
قال عليه السلام: أِذا قَدِرْتَ عَلىَ عَدُوِّكَ، فَاجْعَلِ العَفْوَ عَنْهُ شُكراً للقُدْرَةِ عَلَيْهِ[1]
الشكر: عرفان الإحسان[2]. وهو: الاعتراف بالنعمة. والحمد هو الثناء باللسان على قصد التعظيم، سواء تعلق بالنعمة أو بغيرها[3].
والشكر فعل ينبئ عن تعظيم المنعم، لكونه منعماً سواء كان باللسان أو بالجنان أو بالأركان[4]، فمورد الحمد لا يكون إلا اللسان ومتعلق الشكر لا يكون إلا النعمة، ومورده يكون اللسان وغيره، فالحمد أعم من الشكر[5].
أما المقصود من هذه الحكمة، فهو الحث على العفو عن العدو إذا ظفرت به، لأن القدرة، وهي إحدى نعم الله سبحانه، تستوجب الشكر، وان شكرها هو الصفح عمن قدرت عليه من الأعداء وهنا ينبهنا الإمام (عليه السلام) على أن لكل نعمة شكرا، ولا تنحصر النعمة بالمال والأكل وسائر اللذات المادية، بل النعم المعنوية، لها كذلك، ما يستوجب الشكر، لكي تدوم. فالكلام نعمة شكرها الابتعاد عن البذاءة، والسمع نعمة شكرها، تجنب الغيبة، وهكذا)[6].

الهوامش:
[1] وردت في العيون ص 132، وفي المنهاج 3/264، وشرح ابن أبي الحديد 18/109، وشرح البحراني 5/244، والمصباح ص 579، وشرح مائة كلمة 1/269، والتنميق (شرح مائة 2/75)، ومطلوب كل طالب (شرح مائة 3/50).
[2] العين (شكر) 5/292.
[3] مختصر المعاني، سبق ذكره ص 9.
[4] الجنان (بفتح الجيم): القلب الصحاح: (جنن)، وأركان الجمل: قواه في أعضائه، ويقال قوائمه العين: (ركن).
[5] الفروق اللغوية، سبق ذكره ص 201.
[6] لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص38-39.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2697 Seconds