بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان
((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد
الدعوة إلى التقوى ومجانبة المحرمات لنكون من المتقين حقاً لا مجرد رفع الشعارات التي يعتاد رفعها لدى قطاع المتدينين بما يجعل القضية تدور ضمن إطار العادة والاعتياد بل لابد أن نكون صادقين فيما نقول، مستعدين للتطبيق غير متنازلين عن المبدأ مهما حصل لنكون حقاً من المتدينين المتقين وإلا لأصبح الاسم غير مطابق للمسمى ولكانت التسمية أقرب إلى الادعاء منها إلى الواقع والحقيقة.
فلابد أن لا يعتبر العمل قليلاً أو صغير الحجم أو من دون بذل مجهود كبير فيستقل لذلك لأن العمدة القبول والتوصل من خلال العمل إلى رضا الله سبحانه والبركة و التوفيق وسائر ما يتمناه لأنه عندما يقدم على عمل ما فأنه لولا المحفزات القبولية لما كان متشجعاً نحو إنجاز العمل.
إذن فالهدف هو القبول، والقبول مقرون بالتقوى، وقد قال تعالى {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}[1] فإذا قبل العمل فهذا أقصى المنى وإلا فما الفائدة من الكثرة([2]).
فالدعوة إلى أن يقرن الإنسان أعماله بإرادة رضا الله تعالى ومسايرة التقوى في جميع الأمر بما يجعل الأمر وفق المقاييس الشرعية وإلا فلا يقبل مهما كان حجمه أو تأثيره لأن المدار والاعتماد على المقبول من الأعمال لا غير، فليكم همنا قبول أعمالنا لا كمية أعمالنا، والقبول لا نحرزه إلا بالتقوى، وفقنا الله تعالى لذلك)([3]).
الهوامش:
[1] سورة المائدة، الآية: 27.
[2] قد يدور في ذهن البعض في لحظة ضعف يواجهها من نفسه وأمامها فلا يهتم بالمعروض عليه على أساس قلة حجمه أو عدم الكلفة فيه وقد افترض في نفسه القيام بالصعاب والمهمات وهذا عمل قليل غير صعب فيوكل القيام به إلى غيره ممن هم اقل قدرة منه، ونحو ذلك مما يفكر به البعض بل ويتعاملون على أساسه وكأنهم قد اختاروا لأنفسهم مواقع معينة يخدمون من خلالها أنفسهم والمجتمع من حواليهم غير مبالين بما هو أهم وأهم من القبول والوصول، ولكنهم قد تناسوا الهدف الأسمى الذي يسعون إليه ألا وهو القبول وهو مالا يحصل إلا مع تقوى العبد وورعه عن محارم الله وخوفه من الله عز وجل.
([3]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ط8، ص 306-307.