من كلام الإمام علي (عليه السلام) في كتب غريب الحديث حقول المعادن والأدوات والآلات ومتعلقاتها: 2- الجواء

مقالات وبحوث

من كلام الإمام علي (عليه السلام) في كتب غريب الحديث حقول المعادن والأدوات والآلات ومتعلقاتها: 2- الجواء

1K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 07-08-2025

قوله عليه السلام: (لإن أطّلي بِجواءِ قِدْرٍ أحبّ إليّ من أَن أطّلي بزعفران)
بقلم: د. زهراء حسين جعفر

الحمدُ لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره، وسببا للمزيد من فضله، ودليلا على آلائه وعظمته، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالضياء، وقدمه في الاصطفاء، وجعله خاتم الأنبياء صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.

أما بعد:
ذكر أصحاب الغريب حديث الإمام علي (عليه السلام)قوله: ((لإن أطّلي بِجواءِ قِدْرٍ أحبّ إليّ من أَن أطّلي بزعفران))([1]).

وردت مفردة (الجِواء) التي عدَّها اصحاب الغريب من الغريب التي تدل على الموضع([2])، وكذلك وردت بمعنى الوعاء، كما قال الزبيدي: ((الجِياء و الجِواء يعْنِي بذلِكَ الوِعاء...، والجِيَاءُ و الجِوَاءُ مَقْلوبانِ، قُلِبَتِ العَيْن إلى مكانِ اللامِ واللامُ إلى مَكانِ العَيْنِ، فمَنْ قالَ جَأَيْتُ قالَ الجِياءُ، ومَنْ قالَ جَأَوْتُ قالَ الجِواءُ))([3]). قال ابن سلام وتبعه ابن الجوزي([4])، وابن الأثير([5]): (( يروى الحَدِيث بِجؤاءِ قِدْرٍ وَكَانَ الْأَصْمَعِي يَقُول: إِنَّمَا هِيَ جِئاوَةُ القِدْرِ: وَهُوَ الْوِعَاء الَّذِي تجْعَل فِيهِ وَجَمعهَا جِئاء. وَكَانَ أَبُو عَمْرو يَقُول: هُوَ الجِياء والجِواء يَعْنِي بذلك الوِعاء أَيْضا. وَأما الْخِرْقَة الَّتِي ينزل بهَا القِدر عَن الأثافي فَهِيَ الجِعال))([6]).

والجئاوة: مثال: فعالة: التي توضع عليها القدر ([7]).واختلف الزمخشري عنهم بقوله: جواء الْقدر: سواد القدر، ((وَهُوَ من قَوْلهم: كَتِيبَة جأواء. الْعين همزَة وَاللَّام وَاو، وَأَصله جئاء إِلَّا أَنه استثقلت همزتان بَينهمَا ألف فقلبت الأولى واوا كَمَا فِي ذوائب))([8]) وذكر ابن سيده في باب أسماءُ مَا فِي القُدْور من الأداة وغيرِها عن أبي عبيد: الجِئَاوةُ: الشيءُ الَّذِي يُوضَع عَلَيْهِ القِدْر إِن كَانَ جِلْداً أَو غيرَه وَهِي الجِئَاء والجِوَاء، وذكر في بيان معنى الجواء فقال: (( وَأما الجواء فغَريب وَذلكَ أَنا لَا نَعرِف فِي الْكَلَام (ج وء) فَإِذا كَانَ ذَلِك حملتَه على أَنه مَقْلوب الجِئَاء، يَعْنِي الَّذِي أَصله الجِئَاو من الجُؤْوَة،...)) ([9]).مقتضى كلام الإمام (عليه السلام) بقوله لأن أطّلي بجواء القدر هذا من باب المجاز يريد أن يوصل فكرة عدم الاغترار بالمظاهر واالزهد في هذه الدنيا الدنية)([10]).

الهوامش:
([1]) الغريبين في القرآن والحديث: 1/387، الفائق في غريب الحديث: 1/246،غريب الحديث: ابن الجوزي: 1/181،، النهاية في غريب الحديث والأثر: 1/318، ابن سلام الوحيد الذي ذكر(بِجؤاءِ)، وأما الباقون فقد ذكروا (بجواء). غريب الحديث: ابن سلام: 3/435 -436.
([2]) ينظر: العين: (ج و ء)6/196، تهذيب اللغة: (ج و ء)11/155.
([3]) تاج العروس: (ج و ء)19/265.   
([4]) ينظر: غريب الحديث: 1/181.
([5]) ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر: 1/318.
([6]) غريب الحديث: 3/435.
([7]) ينظر: الغريبين في القرآن والحديث: 1/387.
([8]) الفائق في غريب الحديث، 1/246، وقول الزمخشري أقرب الى الصواب ومما يعضد كلامه قول ابن منظور: الجاءةُ والجُؤْوةُ، بِوَزْنِ جُعْوةٍ: لَوْنُ الأَجْأَى وَهُوَ سَوَادٌ فِي غُبْرة وحُمرة. لسان العرب، (جوأ)1/51، وسوف أذكره في مجال الألوان.
([9]) المخصص،1/465.  
([10])  مزيد من الاطلاع ينظر: كلام الإمام علي عليه السلام في كتب غريب الحديث/دراسة في ضوء نظرية الحقول الدلالية، تأليف زهراء حسين جعفر، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، ص204-205.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.1235 Seconds