شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (66) قال عليه السلام: إنَّ الأمورَ إذا اشْتَبَهَت أُعْتُبرَ آخِرُها بأَوَّلها

1K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 12-08-2025

بقلم: د. قاسم خلف السكيني.

الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.

أما بعد:
 قال عليه السلام إنَّ الأمورَ إذا اشْتَبَهَت أُعْتُبرَ آخِرُها بأَوَّلها([1])
المشبهات من الأمور: المشكلات، واشتبه الأمر: أي اختلط([2]). والمتشابه: المتماثل([3]). ومنه قوله تعالى: {آَيَاتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتابِ وأُخَر مُتَشَابِهاتٌ}([4]): أي يشبه بعضها بعضا، وقوله تعالى: {إِنَّ البَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا}([5])، أي تماثل واختلط.
 أي أن الأمور إذا حصل فيها إرباك وخلط، وخفي الصواب. فعندئذ يصار إلى قياس أواخر الأمور على الأمور المتقدمة فهي تشبهها، وهذا المعنى أشار إليه البحراني في المصباح إذ قال: (أي إذا التبست في مبادئها بمعرفة وجه الدخول فيها وتعسر، قيس على ذلك آخرها واستدل على أنه كذلك في التعسر، فيجب التوقف عنها وعدم التعسف فيها).
وقد أشارت بعض الشروح ؛ كالحدائق والمنهاج وشرح ابن أبي الحديد، إلى وجه روائي ثان للحكمة هو: (إن الأمور إذا استبهمت) من الاستبهام، ولا يختلف (الاستبهام) عن (الاشتباه)، فكلاهما بمعنى الاستغلاق، وبما أن اغلب الشروح روت (اشتبهت) فمن الارجح اعتمادها)([6]).

الهوامش:
([1]) وردت في العيون ص141 بلفظ: (إن الأمور إذا تشابهت...)، ورويت الحكمة بلفظ المتن في: المنهاج 3/285، والترجمة 2/440، وشرح ابن أبي الحديد 18/223. وشرح البحراني 5/276، والمصباح ص594.
([2]) العين (شبه).3/404.
([3]) اللسان: (شبه).
([4]) آل عمران /7.
([5]) البقرة /70.
([6])لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص85-86.