ورد ذكر نبي الله سليمان عليه السلام في نهج البلاغة في مورد واحد يتناول فيه الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بيان دور الموت الذي لا يدفعه ملك أو سلطان أو أي قوة أخرى في وقوعه وحتميته مما يشكل واعظاً قويا في إعادة الإنسان إلى جادة الصواب، ولو كان لأحدٍ شيء من مقومات البقاء في الحياة لكان لنبي الله سليمان عليه السلام، إلا أن كل ما أوتي من مقومات لم تمكنه من البقاء ودفع الموت.
من كلام لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال:
«ولَوْ أَنَّ أَحَداً يَجِدُ إِلَى البَقَاءِ سُلَّماً أَوْ إِلَى دَفْعِ الْمَوْتِ سَبِيلاً لَكَانَ ذَلِكَ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ عليه السلام الذِي سُخِّرَ لَهُ مُلْكُ الجِنِّ وَالإِنْسِ مَعَ النُّبُوَّةِ وَعَظِيمِ الزُّلْفَةِ فَلَمَّا اِسْتَوْفَى طُعْمَتَهُ وَاِسْتَكْمَلَ مُدَّتَهُ رَمَتْهَا قِسِيُّ الفَنَاءِ بِنِبَالِ المَوْتِ وَأَصْبَحَتِ الدِّيَارُ مِنْهُ خَالِيَةً وَالمَسَاكِنُ مُعَطَّلَةً وَوَرِثَهَا قَوْمٌ آخَرُونَ»([1]).
إن كل الخلائق لابد أن تفنى ويبقى وجه الله الدائم، ففي هذه الخطبة ضرب لنا الإمام علي عليه السلام مثالاً في النبي سليمان عليه السلام بأن الموت لو ترك أحداً لكان سليمان هو الناجي منه، لأن كل المخلوقات سُخِرت له فقد سخر الله له، الجن والإنس وسخر له الريح وكذلك الشياطين.
وعلى الرغم من كل هذه القدرات التي أعطاها الله لسليمان عليه السلام إلا أنه كبقية الناس أدركه الموت، فلابد لكل انسان ان يموت لذا يجب أخذ العبرة من هذه الدنيا فكل ما مَلك سليمان من مُلك قد زال بموته ولم يأخذ معه سوى كفنه.
الهوامش:
([1]) نهج البلاغة، تحقيق محمد عبده: ج2، ص290.