سؤال حير أبو بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وأمير المؤمنين (عليه السلام) يرد على ذلك السؤال

علي ومعاصروه

سؤال حير أبو بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وأمير المؤمنين (عليه السلام) يرد على ذلك السؤال

8K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 11-04-2016

سؤال حير أبو بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وأمير المؤمنين (عليه السلام) يرد على ذلك السؤال

جواب الامام علي (عليه السلام) لمن سأله وبهتان ابو بكر وعمر وعثمان من هذا السؤال

جاء في كتاب أربعون حديثاً في فضل أمير المؤمنين (عليه السلام) لصاحب الحدائق الشيخ يوسف بن العلاّمة الشيخ أحمد آل عصفور البحراني(قدس سره).

روى مجاهد عن ابن عباس انّه لمّا قبض(صلى الله عليه وآله وسلم) و ولىّ النّاس ابا بكر فكنا ذات يوم جلوسا في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حول ابى بكر يتحدّث في امور نبينا فبينا نحن كذلك إذ قبل علينا أعرابي بدوى جهوري الصّوت طويل القامة عظيم الهامة بعيد المنكبين طويل السّاقين متلثّم بعمامته مستر ما يظهر منه الاّ الحدقة فجاء الى باب المسجد و نادى رافعاً صوته يا معشر النّاس لقد كان الأنبياء الذين كانوا قبل محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) يتبعونهم الأمم فلمّا انقبضوا ارتدّت اممهم و كذلك انتم و قد كان فيكم محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) و كنتم كما كنتم فصرتم بعده احزاباً و رجعتم القهقري و اتّبعتم الباطل فاين عميدكم الضال الّذى سمّى نفسه بالاسم الذى يشتهيه و يلبس بلباس غيره و اظهر من نفسه العداوة و البغضاء حتّى اخذ حقّ غيره و استولى على الحقّ به منه فتعجب القوم و لم يجبه احدٌ ثمّ قال يا قوم انّكم ضللتم و غويتم و جرأتم فمثلكم كمثل فرعون و هامان و قارون فأقبل اليه ابو بكر و قال من انت فقد اكثرت من القول ما هذ الكلام الغليظ انت من الإنس ام من الجّن ام من الملائكة ام من الشياطين قال له او تدّعى النبوّة فانّ الملائكة لا ينزلون الاّ على الأنبياء ويحك لقد سميّت نفسك بغير اسمك و جلست غير مجلسك و ادّعيت حقّ غيرك فقال له القوم يا هذا ما ادّعى النبوة فقال لهم الرّجل تبّاً لكم فقد خنتم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و خالفتم قوله قال ابو بكر لعلّك من الجزائر قال نعم جئت لأسالك عن ليلة مباركة بيّن اللّه ذكرها في القرآن بقوله انّا انزلناه في ليلة مباركة الآية و قوله تعالى انّا انزلناه في ليلة القدر ففسّرهما لي آية آية و حرفاً حرفاً فبقى ابو بكر ساكتاً تائهاً متحيراً متفكراً فالتفت الى ابن عبّاس و قال ما عندك في تفسيرها قال له الرّجل أسئلك و لا اسئل بن عبّاس فان تجبني و الاّ فما انت خليفة محمد رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) إذ لكلّ نبي بحقّ خليفة يحفظه في حيوته و بعد وفاته فآدم اوصى الى ولده شيث و اختاره من بين اولاده بنصّ من ابيه كما امر اللّه تعالى و لا تتمّ النبوة الاّ بالوصاية و الإمام فسر يميناً و شمالا و انت لست بوصي و لا خليفة و ان لم تقبل فعلمني عن تفسير ليلة القدر و الليلة المباركة و تأويلها و فسّر لي سلام هي حتّى مطلع الفجر لا علم انّك خليفته و وصيّه فالتفت ابو بكر الى اصحابه و قال الشيطان يريد ان يغويكم فقال الرجل بل انت شيطان و انا مؤمن اطلب آثار الحقّ و الحقّ لابن عمّ محمّد الذى خلق من طينته فصعب الأمر على ابى بكر و فزع فزعاً شديداً و ولىّ الأعرابي و انصرف و غاب عن اعين الخلق و لمّا قبض ابو بكر الى جهنّم انتهت نوبة الارتداد و الارتياب الى الجاحد بنصّ الكتاب شين المنبر و المحراب مانع الارث و ممزّق الكتاب عمر بن الخطّاب عاد هام لهداية امّة خير الأنام و تنبيههم فزجرهم عن متابعة عبادة الاوثان و الأصنام فقال يا اهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم و لا تقولوا على اللّه الاّ الحقّ قد جاءتكم بينة من ربّكم فرفع عمر لعنه اللّه رأسه و قال من انت ايّها الرّجل فأني اراك صبيح الوجه فصيح اللّسان فما هذ القول انّا امنّا بربّنا و نبينا محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) قال الرّجل نعم هذا القول تقولون فأما افعالكم افعال الفراعنة الّذين كانوا على وجه الأرض و اظهروا فيها الفساد و اخمدوا الحقّ و ادعو الباطل فاين عميدكم الضّال و من يلى اموركم و من قد اغواكم و فتنكم و انساكم العهد و الميثاق و ما انزل اللّه على محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) فلمّا سمع ذلك عمر استذلّت نفسه و يبس ريقه و خرس لسانه و جرّد سيفه و قام اليه فلمّا نظر اليه الرّجل صاح به صيحة هائلة و قال ايّاك عنّى يا ابن الخطّاب فانك يا لكع سميّت نفسك بغير اسمك و اخترت الدّنيا على الآخرة و اغويت قوما مسلمين و رفضت الحقّ و اتبعت الباطل فلو لا كلمة من ربّك لقتلتك و ارحت العباد منك و طهّرت البلاد من امثالك فتفكّر عمر في نفسه و قال من انت، انت من الإنس قال لا قال فمن الملائكة فقال الرجل ما يكفيك ما انت فيه حتّى تطمع ان يأتيك الوحى انّى سائلك عن خصال و امور فان كنت خليفة رسول اللّه و وصيه اجبني عنها و ان كنت بالباطل تظهر للنّاس عجزك و كذبك في دعواك فقال له عمر سل عما اردتّ قال أسئلك عن كتاب اللّه الّذى انزل على رسوله و ما كان للّه نبي الاّ و قد كان له وصى و لقيت الأوصياء فسئلتهم عما كان و عما هو كائن الى يوم القيامة قال له عمر حبيبي و من لقيت من الأوصياء فسئلتهم كذلك قال لقيت ثلاثة من الأوصياء و انا فى طلب الرّابع لأسئلة عمّا سئلت اولئك فإن كنت وصيّاً بالحق خبرني عمّا أسئلك و الاّ فقم من مقام ليس لك ان تقوم فيه و تقعد فيه قال عمر و من الثلاثة قال اوّلهم اسمعيل بن ابراهيم خليل الرّحمن و الثاني يوشع بن نون و الثالث بن الصفا و قد القى الرّابع فان كنت انت ايّاه فأجبني عّما انا سائله اخبرني عن قوله تعالى انّا انزلناه في ليلة القدر الى اخر السورة فأي ليلة هي و لِمَ سُميّت ليلة القدر و كيف صارت خيراً من الف شهر تنزّل الملائكة و الرّوح فيها كيف ذلك بأذن ربّهم ما هو من كل امر سلام ما الأمر و ما السّلام حتّى يطلع الفجر فاذا اجبت و الاّ فانت مرتدّ و لمّا كان زمان آخر شّيطان عثمان بن عفّان لعنه الرحمن و اسكنه بحبوحة النّيران اتاه هام و الزمه ذلك الإلزام و لمّا استولى اميرالمؤمنين و امام المتّقين(عليه السلام) بموجب نصّ رب العالمين على مسند خلافة سيّد المرسلين(صلى الله عليه وآله وسلم) و تلاطمت بحور علومه و بلغت القاص و الدان إذ طلع هام و حضر بخدمة الخليفة بالحقّ و الوصي المطلق مستبشراً و مستفسراً منه معنى ليلة القدر قال يا اميرالمؤمنين لقد اتيت ابن ابى قحافة و ابن الخطاب و ابن عفّان فأسئلتهم عن ذلك فما قدروا عليه قال صلوات اللّه و سلامه عليه هذا علم لا يعلمه الاّ نبي او وصىّ نبي قال الرّجل صدقت اشهد انّك وصىّ محمّد حقّا و انت اميرالمؤمنين و يعسوب الدين فأخبرني عن نوركم ما هو قال(عليه السلام) نور لا يزول و لا ينقص و لا يطفى فاذا كان ليلة القدر زيد فيه من نور عرش ربّ العالمين فيدخل فيه نورنا و نور شيعتنا و محبينا قال و مَنْ شيعتك و محبّيك قال المؤمنون و المؤمنات الّذين يتولّوننا و لا يتولوّن عدوّنا قال الرّجل يا اميرالمؤمنين فبعد ذلك اين يذهب نوركم قال يرجع نورنا الى السّماء فاذا كان العام القابل و تأتى ليلة القدر ينزل نورنا الى الدّنيا فمن كان منّا نظر الى نورنا و من لم يكن منّا لا يرى نورنا و لا يدرى به قال يا اميرالمؤمنين ففى اى ليلة نلمس انواركم قال(عليه السلام) في ليلة ثلاثة و عشرين من شهر رمضان او سبعة و هى اكرم ليلة على اللّه و اشرفها قال نعم يا بن عمّ محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) لقد أخبرتني عن علم الأوّلين و الآخرين و انت الّذى يستضاء من نورك اخبرني عن ارواح محبيكم قال صلوات اللّه عليه انّ محبينا إذا اخذوا مضاجعهم تخرج ارواحهم من ابدانهم فيؤتى بهنّ الى العرش ثمّ يرجع الينا لا يختلط الى ارواح الآخرين فلذلك حبّنا يقع فى قلوبهم لا يختلط معه حب غيرنا قال ما الليلة المباركة قال هي التي اهبط بنورنا قال قال اللّه تعالى انّا كنّا مرسلين رحمة من ربّك قال صلوات اللّه عليه اراد بالرّحمة الأئمة الذين يقومون بين يدى الحقّ بالحقّ فمن انكر حقّهم و عاداهم يكونوا ضاليّن مضلّين و مأواهُمْ سقر يا هذا انّ اللّه تبارك و تعالى آلي على نفسه في ليلة القدر ان يقضى حوائج الدّنيا و الآخرة و ليلة القدر ليلة عظيمة شرّفها اللّه تعالى في محكم كتابه انّ اللّه تعالى يسئل يوم القيامة عن ولايتنا فمن تولانا يدخل الجنة و من لم يتولّنا فأولئك الذين حبطت اعمالهم في الآخرة ومالهم من ناصرين قال الرجل و ما سراج اهل الجنّة قال(عليه السلام) سراج اهل الجنة نورنا و بنا يبصرون و بنا يعرفون و بنا يجوزون على الصّراط و بنا يدخلون الجّنة قال الرّجل فما يصنع بذنوبهم قال صلوات اللّه عليه ان كان على شيعتي من الذّنوب مثل الجبال الرواسي و زبد البحر و عدد الحصى و الرّمال ليغفر الله تلك الذنوب كلّها و لو كان لا هل البدع و الأهواء من الحسنات بعدد ورق الأشجار و قطر الامطار و لم يتولّنا لم تنفعه حسناته شيئاً قال اخبرني عن فاطمة بنت محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) قال حورية في صورة انسية خلقت من النّور قال فالحسن و الحسين(عليهما السلام) قال (عليه السلام) نوران مضيئان و سراجان ظاهران لا يطفى نورهما و لا ينقضي علمهما و لا تفنى خزانتهما قال اَمِنَ العلم ام من النّور قال من العلم و النّور حليمان عالماًن سيّدان بصيران قال فأخبرني عن قوله تعالى ففتحنا ابواب السّماء بماء منهمر و فجّرنا الأرض عيوناً فالتقى الماء قال نعم نزوله من السّماء على الخلق عنى بذلك المهدى صلوات اللّه عليه قال و ما البئر المعطّلة و القصر المشيد فبكى صلوات اللّه عليه بكاء شديداً و قال سمعت رسول اللّه(صلى الله عليه وآلة وسلم) يقول سئلت جبرئيل عنها فرجع جبرئيل و قال امّا البئر المعطلة فعلىّ ابن ابى طالب يكون في امتك يعطّلون ذكره و يرجون رحمتي يوم القيامة و لا ينالهم رحمتي هم اشر الناس خلقا و ابغضهم الىّ فوعزّتى و جلالي لأذقنهم ماء الحميم لا يموت عبد من عبادي و في قلبه من بغض على شيء الا اكبّه اللّه تعالى على منخريه في النّار و امّا القصر المشيد انت يا محمّد اكرمك اللّه بكرامته و اختصك برسالته و علا ذكرك مع ذكره فلا يذكر اسم اللّه الاّ و تذكر معه و انت يوم القيامة اقرب منزلة الى اللّه و امّتك اكرم الأمم على اللّه عزّ و جلّ و طوبى لك يا محمّد قال فأخبرني عن قوله تعالى و العصر انّ الإنسان لفي خسر الخ فبكى(عليه السلام)بكاء شديداً و قال الى كم تسجلني و لو سئلتن عمّا في التوراة و الإنجيل و الكتب التي انزلت على الأنبياء(عليه السلام)لأجبتك عن ذلك لا يذهب عنّى حرف منها بقدرة اللّه تعالى قال صدقت يا اميرالمؤمنين و لكنّى رسُول الجّن اليك انا ممّن آمنوا بمحمّد(صلى الله عليه وآلة وسلم) و صدّقوه و عرفوا انّك وصيه و لا بد لى ان اسئلك قال صلوات اللّه عليه و آله الّذين آمنُوا و عملوا الصالحات، علىّ و ذريته الطيّبة الهادية امّا الإنسان فأهل الشّام الّذين خسرُوا انفسهم الاّ الّذين آمنوا و عملوا الصالحات هم محبّونا و اهل ولايتنا قال الرجل اشهد انك وصىّ رسول اللّه و قد شهدوا مؤمنو الجن بذلك طوبى لمن احبّك و الويل لمن ابغضك و الضّالّ من ضلّ عنك و المهتدى من اهتدى بهديك فأخبرني لم سُميّت عليّاً قال صلوات اللّه عليه لأنّ اللّه العلىّ الأعلى أعلى أمرى و قدري فقال ما معنى قوله و ذكّر فانّ الذكرى تنفع المؤمنون قال صلوات اللّه عليه امر بان يذكّر للمؤمنين امرنا حتّى ينتفعوا بذلك و إذا ذكرونا لا يفترقون حتّى تنزّل عليهم ملائكة من السّماء فيقفون على رؤوسهم و يسمعون كلامهم و يباركون عليهم و يقولون طوبى لا قوام احسنوا ذكر هؤلاء القوم فاذا صعدوا قالت الملائكة بعضهم لبعض كنّا نحن عند قوم ازداد نورنا من كلامهم فتقول الملائكة طوبى لهم و لمحبيهم و طوبى لمن يسلم عليهم فهذا هو الذكرى و قد قال لي جبرئيل(عليه السلام)لمّا خلق اللّه تعالى السّموات و الأرض كتب اسمينا و اسم نبينا محمّد(صلى الله عليه وآلة وسلم) و الملائكة ينظرون اليها صباحاً و مساء يذكرون اللّه و يسبحونه و يحمدونه و يسجلونه ان يزيد حبنا في قلوب المؤمنين و يطلبون و يطفى نور قلوب مبغضينا فلا تنالهم شفاعة نبيّنا يوم القيامة قال من المنافقين في قوله تعالى وعد اللّه المنافقين و المنافقات قال(عليه السلام) كانوا خمسة ثلاثة ذكور و اثنان من الأناس ابا بكر و عمر و عثمان و عايشه و حفصة.

المقالة السابقة المقالة التالية

Execution Time: 0.2353 Seconds