صلب رأس الإمام الحسين (عليه السلام) في عواصم الخلافة وتحقق الاشاءة في رؤيته قتيلاً.

مقالات وبحوث

صلب رأس الإمام الحسين (عليه السلام) في عواصم الخلافة وتحقق الاشاءة في رؤيته قتيلاً.

7K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 05-10-2020

بقلم: السيد نبيل الحسني

تناولت المصادر التاريخية تدوين هذه المأساة وكشفت عن حجم الإجرام الذي اقترفه الأمويون حكامًا وأشياعًا في المدن الإسلامية؛ وذلك في صلب رأس الإمام الحسين (عليه السلام) في الكوفة ودمشق والمدينة ليشهده الناس جميعًا في هذه المدن، ومن ثم فلهذا الحدث آثاره القوية على عقيدة التوحيد وخلق أنساقٍ جديدة في الثقافة والمجتمع مما كوَّن رشدًا ووعيًا لدى الأمة وأن تفاوتت مظاهر التأثير في هذه المدن.
أما كيفية وقوع الحدث في المعطيات التاريخية فكانت كالاتي:

أولًا - صلب الرأس الشريف في الكوفة .
روى أبو مخنف (ت157هـ) والبلاذري (ت279هـ) واليعقوبي (ت284هـ) والطبري (ت310هـ) وغيرهم:
أنَّ عبيد الله بن زياد (لعنه الله) نصب رأس الحسين (عليه السلام) بالكوفة وجعل يدار به فيها، ثم دعا زحر بن قيس الجعفي فسرح معه برأس الحسين (عليه السلام) ورؤوس أصحابه وأهل بيته إلى يزيد بن معاوية[1].
وقد ذكرت الروايات أن هناك آيات ظهرت للرأس الشريف في الكوفة وفي مواضع مختلفة فضلًا عن بعض المشاهد التي ترصد أثار الرأس الشريف على بعض الناس كزيد بن أرقم وغيره مما أعطى بيانًا لحقيقة الآثار الإصلاحية التي أحدثها الرأس في المتجمع والإنسان.

ثانيًا - صلب الرأس الشريف في دمشق .
ذكر المؤرخون أنَّ الرأس الشريف حينما وصل إلى يزيد بن معاوية أمر بصلبه في دمشق ثلاثة أيام، وهو ما رواه ابن عساكر والذهبي[2].
أما ابن حبيب البغدادي (ت245هـ)؛ والحلبي (ت1044هـ)[3] فقد أشارا إلى أنَّ يزيد صلب الرأس الشريف (عليه السلام) في دمشق من دون الإشارة إلى عدد الأيام التي بقي فيها مصلوبًا.
أمّا مجريات الآيات والمعجزات التي حصلت لرأس الإمام الحسين (عليه السلام) في دمشق وقبل وصوله إليها، أي في طريقه من الكوفة إلى الشام فسيمر بيانه لاحقًا.

ثالثًا ـ صلب الرأس الشريف في المدينة النبوية .
ذكر ذلك ابن حبيب البغدادي (ت 245هـ). فقال:
(وبعث - أي يزيد بن معاوية - برأس الحسين (عليه السلام) فنصب بالمدينة)[4].
وذكر الذهبي وابن سعد: أن يزيد بعث برأس الحسين (عليه السلام) إلى عامله على المدينة[5] عمرو بن سعيد بن العاص، ولم يذكر الصلب.
وتكشف هذه المعطيات التاريخية أن الرأس المقدس (عليه السلام) قد صلب في العواصم الإسلامية الثلاثة، وهي:

1- عاصمة النبوة والخلافة والموسومة (بالخلافة الراشدة)، وهي المدينة المنورة.

2- عاصمة الخلافة الراشدة الثانية وهي الكوفة.

3- عاصمة الخلافة الأموية وهي دمشق.
وعليه:
فقد شهدت عواصم الخلافة الإسلامية هذا الحدث المروّع والجريمة البشعة والانتهاك المخزي لحرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وليشهد ذلك من بقي من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبنائهم والتابعين لهم.
فقد شاء الله تعالى وكما أخبر سيد الشهداء (عليه السلام) عن ذلك منذ اللحظات الأولى لخروجه إلى كربلاء فقال ((شاء الله أن يراني قتيلا)) وأن يتم أصلاح التوحيد في هذه العواصم، وأن تشهد جملة من الآيات والمعجزات التي رافقت رحلة الرأس المقدس، وأعادت كثيرًا منهم إلى التوحيد القرآني والنبوي وليحفظ الله جلّ شأنه دينه الذي اصطفاه على الأديان في رمز التوحيد وابن سيد الخلق أجمعين (صلى الله عليه وآله)[6].

الهوامش
[1]مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) لابن مخنف: ص 208؛ أنساب الأشراف للبلاذري: ج3 ص 212؛ تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 23؛ تاريخ الطبري: ج4 ص315؛ تاريخ ابن عساكر: ج 18 ص 445؛ المنتظم لابن الجوزي: ج5 ص 341؛ الوافي بالوفيات للصفدي: ج 14 ص 127؛ تاريخ مكة للحنفي: ص 284؛ بغية الطلب للعقيلي: 74.
[2] تاريخ ابن عساكر: ج 19 ص 160؛ تاريخ الإسلام للذهبي: ج5 ص 107؛ سير أعلام النبلاء: ج3 ص 319.
[3]المحبر لابن حبيب البغدادي: ص 490 ص؛ السيرة الحلبية: ج3 ص 157.
[4] المحبر: ص 491.
[5] تاريخ الإسلام: ج 5 ص 20، ترجمة الإمام الحسين من الطبقات الكبرى: ص 84.
[6] لمزيد من الاطلاع ينظر: أثر رأس الإمام الحسين عليه السلام في إحياء فكر التوحيد وتوحيد الفكر: ص44-47.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.4375 Seconds