مؤسسات الدولة وسياستها الإدارية في فكر الإمام علي عليه السلام: 4- الخلافة

مقالات وبحوث

مؤسسات الدولة وسياستها الإدارية في فكر الإمام علي عليه السلام: 4- الخلافة

998 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 30-01-2023

بقلم: د. جليل منصور العريَّض – الجامعة الأولى/ تونس

الحمد لله على ما أنعم وله الشكر بما ألهم والثناء بما قدم والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطاهرين.

وبعد:
أعلى مركز سياسي ديني في الدولة الإسلامية، وقد استحوذ على مساحة واسعة من فكر علي عليه السلام، فتكرر مصطلحها في النهج ما يقارب من إثنين وسبعين مرة باسم (الإمامة) ومشتقاتها، كما تكرر ما يقارب من خمس وأربعين مرة اسم (خليفة) مشتقاته، ولو راجعنا النصوص التي عالج علي عليه السلام فيها مسألة الخلافة، فسنجد انه قد عالجها من جميع جوانبها من شروط استحقاق[1]، وطريقة انعقاد[2]، هذا بالإضافة إلى حديثه بإسهاب عن المهام المناطة بالخليفة في عدة نصوص بحسب مقتضيات مناسباتها. فمن اساسيات تلك المهام عنده، رعاية «الجند والمصر، وبيت المال وجباية الأرض، والقضاء بين المسلمين والنظر في حقوق المطالبين»[3]، فالمهام المناطة بالخليفة ـ من وجهة نظر علي عليه السلام ـ شاملة لجميع شؤون الدنيا والدين، لذا يجب ان يكون متقلد ذلك المركز قدوة لجميع افراد الأمة في القول والفعل، فلا يستأثر بشيء دون أفقر الناس[4]، ولا يقوم بما لا يرضاه لأي فرد طبقا لقوله «إني والله ما أحثكم على طاعة الا واسبقكم إليها، ولا أنهاكم عن معصية الا وأتناهى قبلكم عنها»[5]، وعلى ذلك النهج الأخلاقي تبلور فكره في اختيار ولاته لكونهم يمثلونه ويقومون مقامه في ولايات الدولة)[6].

 الهوامش:
[1] راجع ص 172 من هذا البحث.
[2] راجع ص 183 من هذا البحث.
[3] خطب 118.
[4] راجع ص 195 من هذا البحث.
[5] خطب 177، الفقرة الأخيرة.
[6] لمزيد من الاطلاع ينظر: فكر الإمام علي عليه السلام كما يبدو في نهج البلاغة: للدكتور خليل منصور العريّض، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 311-312.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.4890 Seconds