مقومات التنمية البشرية للشخصية القيادية في نهج البلاغة/ ثالثاً- المقومات الإدارية/ ب- سعة الصدر

1K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 20-07-2023

بقلم: م . م علي فاخر حسن.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق اجمعين محمد وآله الطاهرين.

وبعد:
من يتصدى لمنصب إداري في المجتمع يجب عليه ان يقتدي برسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام)، بصفاتهم التي كانت نوراً لكل الاجيال، ومنها سمة التحلي سعة الصدر واستيعاب الناس، التي هي من اهم صفات التحبيب بين الراعي للأمة والرعية [1]، لابد من أن يكون الرئيس متسما بسعة صدره للناس الذين يحكمهم، قال الإمام علي (عليه السلام) ((آلَةُ الرِّيَاسَةِ سَعَةُ الصَّدْرِ))[2]، ويقول ابن أبي الحديد إن القيادة للامة لا تتم إلا بأن يكون المتصدي لإدارتها صاحب مواصفات من اهمها سعة الصدر[3]، وهي دعوة منه (عليه السلام) للتحلي بالخلق الحسن والقدرة على استيعاب الآخرين والتخلي عن سوء الخلق والفضاضة؛ لما في الأمرين من دلالات على شخصية المتصدر للأمر، المتصدي للشؤون العامة للناس، حيث يتوقع منه البشاشة والسماحة والعفو وعدم المجابهة والترفع عن المقابلة بالمثل لو أسيء إليه والرد للأحسن واحترام خصوصية الأخر مهما كان[4]. فـ((كلما برز الإنسان واتسع نفوذه - كثرت حوائج الناس اليه))[5] ولهذا اشترط الإمام (عليه السلام) فيه أن يكون لين العريكة رحب الصدر [6]، وقد ذكر الإمام علي(عليه السلام) سعة الصدر لينمي في النفوس والعقول، ان التصدي لأمور المسلمين تصلح فقط لمن يستطيع أن يتعايش مع الناس، ويسمع منهم ويسمعوا منه، منمياً بسعة الصدر روح التواصل وقبول الافكار الايجابية الأخرى، وهذه الصفات من جميل ما تسعى لتحقيقه التنمية البشرية)[7].

الهوامش:
[1] ظ: منهاج الحياة، علي الاشكوري: 505.
[2] شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد: 18/ 407.
[3] ظ: م - ن: 18: 407.
[4] ظ: اخلاق الإمام علي (عليه السلام)، محمد صادق الخرسان: 2/ 8، 9.
[5] في ظلال نهج البلاغة، محمد جواد مغنية: 4 / 204.
[6] ظ: دراسات في نهج البلاغة، محمد مهدي شمس الدين:127.
[7] لمزيد من الاطلاع ينظر: التنمية البشرية في نهج البلاغة: م.م علي فاخر حسن، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 45-46.