من الأمثال العربية في نهج البلاغة ((استخدامه المثل النبوي الحديثي عند الإمام علي عليه السلام)) قوله عليه السلام :((أَنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى))

مقالات وبحوث

من الأمثال العربية في نهج البلاغة ((استخدامه المثل النبوي الحديثي عند الإمام علي عليه السلام)) قوله عليه السلام :((أَنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى))

609 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 06-11-2023

بقلم: الدكتور حسن طاهر ملحم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من تبوأ من الفصاحة ذروتها وأصبح بذلك أفصح العرب أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين لا سيما الإمام علي عليه السلام أمير البيان..

وبعد:
استعمل الإمام علي عليه السلام المثل العربي في مواطن كثيرة وقفت عليها في كتاب (نهج البلاغة) ومنها:
(ان خير الزاد التقوى)[1]
قال (عليه السلام) وقد رجع من صفين وأشرف على القبور بظاهر الكوفة.
(يا أهل الديار الموحشة، والمحال المقفرة، والقبور المظلمة، يا أهل التربة، وأهل الغربة.... ثم التفت إلى أصحابه: فقال: أما لو أذن لهم في الكلام لأخبروكم أ، خير الزاد التقوى).
والمثل كما تقدم استعمل للوعظ والتذكير بالموت وأن خير ما يقوم به الإنسان من عمل هو مخافة الله سبحانه وتعالى وجعل الحديث ممزوجاً مع كلامه وكأنه قطعة منه وهذا من أعلى مراتب البيان.
ولهذا الحديث آراء عند المفسرين والمحدثين قالوا:
وتزودوا فإن خير الزاد التقوى، قيل فيه قولان أحدهما: إن معناه أن قوماً كانوا يرمون بأزوادهم (أهل اليمن) ويتسمون بالمتوكلة فقيل لهم: تزودوا من الطعام، ولا تلقوا أكلكم على الناس، وخير الزاد التقوى.
والثاني: أن معناه تزودوا من الأعمال الصالحة فإن خير الزاد التقوى[2].
والتمثيل جاء من قبل الإمام (عليه السلام) بما خاطب به الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) (أهل القليب)[3] بعد معركة بدر الكبرى)[4].

الهوامش:
[1]- الجاحظ: البيان والتبيين 2/219 ؛ ابن مزاحم: وقعة صفين ص351 ؛ الطبري: تاريخ الرسل والملوك،  حوادث سنة 37هـ،  روى صدراً منه 6/347؛  نهج البلاغة، 4/655 كلام (131).
[2]- ينظر البخاري: صحيح البخاري 2/141؛  ابن أبي الحديد 18/32؛  الطبرسي: تفسير مجمع البيان 2/45؛  الحر العاملي: وسائل الشيعة 15/241.
[3]- أهل القليب: هم: عتبة بن ربيعة وشبيب بن ربيعة وأمية بن خلف وأبو جهل بن هشان وعدد غيرهم من صناديد قريش قالوا: أشرف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليهم فقال: يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً،  فقالوا يا رسول الله وهل يسمعون؟ فقال يسمعون كما تسمعون ولكن لا يجيبون.
ينظر: الطبري: تاريخ الامم والملوك 2/155 ؛ ابن الأثير: الكامل في التاريخ 2/129 ؛ ابن الأثير: أسد الغابة 2/382،  الذهبي: تاريخ الإسلام 2/63.
[4]- لمزيد من الاطلاع ينظر: الأمثال العربية ومدلولاتها التاريخية في كتاب نهج البلاغة، للدكتور حسن طاهر ملحم، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، 184-185.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2825 Seconds