من كلام الإمام علي (عليه السلام) في كتب غريب الحديث قال عليه السلام: ((لقناً غير مَأْمُون))

مقالات وبحوث

من كلام الإمام علي (عليه السلام) في كتب غريب الحديث قال عليه السلام: ((لقناً غير مَأْمُون))

320 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 15-02-2024

بقلم: الباحثة زهراء حسين جعفر

الحمدُ لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره، وسببا للمزيد من فضله، ودليلا على آلائه وعظمته، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالضياء، وقدمه في الاصطفاء، وجعله خاتم الأنبياء صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.

أما بعد:
فِي هَذَا الحَدِيث المشهور قَالَ (عليه السلام): ((ان هَاهُنَا - وأومأ بِيَدِهِ الى صَدره – علما لَو أصبت لَهُ حَملَة بلَى أصبت لقناً غير مَأْمُون))[1].
التركيب الغريب الذي يلفت انظارنا (لقناً غير مَأْمُون)، واللقن عند أهل اللغة والغريب: الْفَهم[2]، قال الجوهري: ((لَقِنْتُ الكلام بالكسر: فهِمته، لَقَناً. وتَلَقَّنْتُهُ: أخذته،... والتَلْقينُ كالتفهيم. وغلامٌ لَقِنٌ: سريع الفهم)) [3].
وقال ابن منظور: اللَّقْنُ: مَصْدَرُ لَقِنَ الشيءَ يَلْقَنُه لَقْناً، ...، وتَلَقَّنه: فَهِمه. وَقَدْ لَقَّنَني فلانٌ كَلَامًا تَلْقِيناً أَي فهَّمَني مِنْهُ مَا لَمْ أَفْهَم[4]. 
قال الخطابي وتبعه اصحاب غريب الحديث: يقال رجل لَقِن إذا كان حَسَن التَّلَقُّن لِمَا يَسْمَعُه[5]، فقوله (عليه السلام): (لَقِناً غيْرَ مَأْمُونٍ) أَيْ: فَهِما حَسَن التَّلَقُّن لِما يَسمَعه إلا أنه غَيْرَ ثِقة[6]،وقال ابن سيده: ((فِي حَدِيث عليّ رَضِي الله عَنهُ: «بلَى أجد لقناً غير مأمون يسْتَعْمل آلَة الدَّين فِي طلب الدُّنْيَا))[7].وقال الزمخشري عن لسان الامام(عليه السلام): ((أني أُصِيب من يفهمهُ إِلَّا أنَّه لَا آمن أَن يحرف مَا يتلقنه من العلم فَيحدّث بِهِ على غير جِهَته))[8]. مفاد حديثه أنّ الذي عنده علم الكتاب يُصيبُ من يَفْهَمُهُ الا إنَهُ لا يأمَنُ مِنْ تَحْرِيفِ ما يُلَقّن له من العلم.
يلحظ في ضوء التراكيب التي وردت في كلامه أنها تدل على غزارة علمه عليه السلام الّتي لولاها لحَكَمَ الحُكام بغيرِ صوابٍ في كثيرٍ من الأحكامِ، وقد اعْتَرَفَ عُمَرُ لَهُ بذلك والخبر مشهور وقوله: أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن علي بن أبي طالب[9].)([10]).

الهوامش:
[1] غريب الحديث: ابن قتيبة: 2/109، الفائق في غريب الحديث: 4/87، الكافي: 2/352، 28، النهاية في غريب الحديث والأثر: 4/266، 5/237، نهج البلاغة بشرح ابن ابي الحديد: 2/197، لسان العرب: 15/483، غريب الحديث في بحار الانوار: 4/161، وينظر: غريب الحديث: ابن الجوزي: 2/329.
[2] ينظر: الفائق في غريب الحديث: 4/87، والنهاية في غريب الحديث: 5/237، ولسان العرب: (لقن)13/390.
[3] الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية: (لقن)6/2196، وينظر: المحكم والمحيط الأعظم: (لقن)6/412.
[4] لسان العرب: (لقن)13/390، وينظر: العين: (لقن)،5/162، وتهذيب اللغة: (لقن)9/127، وجمهرة اللغة: (لقن)2/957، وتاج العروس: (لقن)36/125.
[5] غريب الحديث: 1/208، وينظر: الفائق في غريب الحديث: 3/325، وغريب الحديث: ابن الجوزي: 2/329، والنهاية في غريب الحديث والأثر: 4/266.
[6] ينظر: غريب الحديث: ابن قتيبة: 2/109، وغريب الحديث: ابن الجوزي: 2/329، والفائق في غريب الحديث: 4/87.
[7] المحكم والمحيط الأعظم: (لقن)6/412.
[8] ينظر: الفائق في غريب الحديث: 4/87.
[9] تاريخ دمشق: 42/406، وينظر: الاستيعاب: 3/1103، والبداية والنهاية: 7/359.
([10]) مزيد من الاطلاع ينظر: كلام الإمام علي عليه السلام في كتب غريب الحديث/دراسة في ضوء نظرية الحقول الدلالية، تأليف زهراء حسين جعفر، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، 138-139.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2320 Seconds