حالة المجتمع في فكر الإمام علي (عليه السلام) 1-استفحال الجهل والاستبداد بالرأي

مقالات وبحوث

حالة المجتمع في فكر الإمام علي (عليه السلام) 1-استفحال الجهل والاستبداد بالرأي

202 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 17-04-2024

بقلم: د. جليل منصور العريَّض

الحمد لله على ما أنعم وله الشكر بما ألهم والثناء بما قدم والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطاهرين.

أما بعد:

الجهل عاهة اجتماعية مزمنة وخطيرة فإذا ما طبقت على مجتمع ما، فنهايته الحتمية الزوال والاندثار، لكون كل فرد من أفراد ذلك المجتمع ـ وبسبب جهل ـ يركب رايه ويتخبط في ضلاله بجانب تخبط الاخرين من ابناء مجتمعه، في ظلمة دامسة وذلك يؤدي، بطبيعة الحال، إلى التقوقع دخل الذات والتشبث بالراي محافظة على الكيان الفردي. ومعظم فئات مجتمع علي عليه السلام من ذلك النوع الجاهل بعواقب الأمور، مما أدى إلى تشعب الطرق بينه وبينهم، فانعدمت مقدرته على التفاهم مع جهلهم لأنهم «يعملون في الشبهات ويسيرون في الشهوات، المنكر عندهم ما أنكروا، مفزعهم في المعضلات أنفسهم، وتعويلهم في المبهمات على آرائهم، وكان كل أمري إمام نفسه، قد أخذ منها فيما يرى بعرى ثقات، واسباب محكمة»[1] والاستجابة لشهوات النفس والنزول على رغباتها من اكبر معاول الهدم لكيان الفرد ركيزة المجتمع الأساسية، فإذا ما افتقد الفرد توازنه، انعكس ذلك الاختلال على المجتمع بقدر دوره وفاعليته، ما يؤدي في نهاية الأمر إلى شيوع الفوضى وانعدام رابطة التعاون.)([2]).

الهوامش:
[1] خطب 87، والمعضلات: الشدائد المغلقة، والتعويل: الفزع والاعتماد.
([2]) لمزيد من الاطلاع ينظر: فكر الإمام علي عليه السلام كما يبدو في نهج البلاغة: للدكتور جليل منصور العريّض، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 400.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.4364 Seconds