قصيدة للشاعر المسيحي (جوزيف الهاشم)*

مقالات وبحوث

قصيدة للشاعر المسيحي (جوزيف الهاشم)*

12K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 18-06-2016

ألف قصيدةً في مدح الامام علي عليه السلام التي إمتازت في مستهلها بتجليل شخصية الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام وذكر نسبه ولقبه تفاخراً به، ومن ثم عرج بها الى فضائله و كيفية ولادته و محلها وتاريخها المبارك، وكأنه يريد ان يقص علينا قصته من الولادة .. وسبقه الى دخول الاسلام وجهاده دفاعاً عن الاسلام ونبذة من اخلاقه السمحة و عبادته و زهده و علمه ولم ينسى تجسيد احقيته بالخلافة ونفي السقيفة.. الى انتهاء حقبته ..

يقول فيها:

نِعْمَ العليُّ، ونعمَ الاسمُ واللقبُ

يا منْ بهِ يشرئبُّ الأصلُ والنسَبُ

الباذخانِ: جَناحُ الشمس ظِلُّهما

والهاشميّان: أمُّ حرّةٌ وأَبُ

لا قبلُ، لا بعدُ، في \\بيت الحرام\\، شَدَا

طِفلُ، ولا اعتزَّ إلاَّ باسْمِهِ رجَبُ

يومَ الفسادُ طغى، والكُفْرُ منتشرٌ

وغطْرسَ الشِرْكُ، والأوثانُ تنتصبُ

أَللهُ كرَّمهُ، لا \\للسجود\\ لها

ولا بمكّة أصنامٌ ولا نُصُبُ

منذورةٌ نفسهُ للهِ، ما سجَدَتْ

إلاّ لربّكَ هامٌ، وانطَوْتْ رُكَب

***

هو الإمامُ، فتى الإسلام توأَمُهُ

منذُ الولادة، أينَ الشكُّ والرِيَبُ؟

تلقَّفَ الدينَ سبّاقاً يؤرّجُهُ

صدرُ النبي، وبَوْحَ الوحيِ يكتسبُ

عشيرٌه، ورفيق الدرب، \\كاتُبه\\

في الحرب والسلم، فهو الساطعُ الشُهُبُ

بديلُهُ، في \\فراش الدرب\\، فارسُه

وليثُ غزوتِه، والجحْفلُ اللَّجِبُ

سيفُ الجهاد، فتىً، لولاه ما خفقَتْ

لدعوةِ اللهِ، راياتٌ ولا قُطُبٌ

إنْ برَّدَتْ هُدْنةُ \\التنزيلِ\\ ساعدَهُ

كان القتالُ على \\التأويل\\، والغَلَبُ

أيامَ \\بدرٍ\\ \\حُنينٍ\\ \\خنَدقٍ\\ \\أُحُدٍ\\

والليلُ تحتَ صليلِ الزحْفِ ينسحبُ

والخيلُ تنهلُ في حربِ اليهودِ دماً

ويومَ \\خيبر\\ كاد الموتُ يرتعِبُ

ولوْ كان عاصَرَ عيسى في مسيرتهِ

ومريمٌ في خطى الآلامِ تنتحبُ

لثارَ كالرعد يهوي ذو الفقار على

أعناقِ \\بيلاطُس البُنْطي\\، ومَنْ صلَبِوا

ما كان دربٌ، ولا جَلْدٌ وجُلْجُلةٌ

ولا صليبٌ، ولا صَلْبٌ ولا خشبُ.

تجسّدَتْ كلُ أوصافِ الكمال بهِ

في ومْضِ ساعدهِ الإعصارُ والعطَبُ

الصفحُ والعفوُ بعضٌ من شمائِله

وبعضُه البِرُّ، أمْ من بعضِه الأدبُ

مّحجةُ الناس، أقضاهُمْ وأعدلُهمْ

أدقُّ، أنصفُ، أدعى، فوقَ ما يجبُ

يصومُ، يطوي، وزُهْدُ الأرضِ مطْمَحُهُ

والخَلُّ مأكَلُه، والجوعُ والعُشُبُ

يخْتَالُ في ثوبهِ المرقوعِ، مرتدياً

عباءَةَ الله، فهْيَ الغايةُ الأرَبُ

مَنْ رضَّع الهامَ بالتقوى، فإِنَّ علي

أقدامِهِ، يُسفَحُ الإبريزُ والذهَبُ..

***

على منابرهِ، أشذَاءُ خاطرِه

ومن جواهرِه، الصدَّاحةُ الخُطَبُ

ومِنْ مآثره، أحْجى أوامرِه

ومن منائرِه، تَستمْطِرُ الكتُبُ

إنْ غرَّدَ الصوتُ هدّاراً \\بقاصعةٍ\\

كالبحرِ هاج، وهلَّتْ ماءَها السُحُبُ

أوِ استغاثَتْ به الآياتُ كان لها

روحاً على الراح، يا أسخاهُ ما يهبُ...

يَذُودُ عن هادياتِ الشرعِ، يَعْضُدُها

والحقُّ كالصبحِ، لا تلهو بهِ الحجُبُ

هو الوصيُّ على الميثاق، مؤتَمنٌ

على تراثِ نبيَّ الله، منتَدبُ

هو الخليفةُ، ما شأْنُ \\السقيفة\\ إنْ

طغَتْ على إهلها الأهواء والرِتَبُ

\\أْنذِرْ عشيرَتَك القُرَبى\\ فأنذَرَها

وقالَ ربُّك قولاً فوقَ ما طلَبُوا

ما غرَّهُ الغُنْمَ، فاغتابوا تفجّعَهُ

على الرسول، ودمعُ القلبِ ينسكب

شّتانَ بين لظى المفجوع، يُرهُبه

هولُ الفراغ، وذاك المشهدُ العجَبُ

وبين مَنْ هَامَ في أحلامهِ شغفاً

فراحَ يلعبُ فيه العرضُ والطلبُ...

ما همَّ أن يستحقَّ الغَبْنَ، ما سلِمَتْ

للمسلمين أمورٌ، وانجلتْ نُوَبُ

فكان للخلفاءِ، الدرعَ واقيةً

وللخلافةِ ظلاً، ليس يحْتجبُ

لولا عليُّ، لما استقوى بها عمَرٌ

يوم \\النفير\\ ولولا المرشِدُ النَجِبُ

وكان من خطر \\الإقطاع\\، أنْ هُتِكَتْ

أركانُ أُمَّتهِ، والشعبُ منشَعِبُ

 

·        الشاعر المسيحي (جوزيف الهاشم) من اشهر الشعراء اللبنانيين الذي ولد في بلدة البوشرية قضاء المتن سنة 1925م، وشغل منصب وزارة (البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية والصحة والشئون الاجتماعية في سنة 4 سبتمبر 1984)، انطلقت قريحته الشعرية منذ نعومة اظافره، ونالت الشخصية الاسلامية العظيمة (الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام) اعجابه؛ وذلك لما زمجرت به كتب التأريخ بالتهليل لعظمة هذه الشخصية الفريدة.

المقالة السابقة المقالة التالية

Execution Time: 0.2736 Seconds