ألفاظ النباتات وما يتعلق بها في نهج البلاغة: 2ـ البُرٌ

أثر نهج البلاغة في اللغة والادب

ألفاظ النباتات وما يتعلق بها في نهج البلاغة: 2ـ البُرٌ

463 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 13-05-2025

بقلم: د. سحر ناجي المشهدي

الحمد لله الأول قبل الإنشاء، والآخر بعد فناء الأشياء، أحمده استتمامًا لنعمته، واستعصاماً من معصيته، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على من اصطفى من الخلق أجمعين سيدنا ونبينا محمد وآل الطاهرين..

اما بعد:
تكرر هذا اللفظ في كلام الامام عليه السلام في موضعين([1])،  ليدل على معنر حقيقي،  وهي الحنطة المعروفة،  فورد في الموضع الأول مفرداً في قول الامام (عليه السلام): « وَلَوْ أَرَادَ سُبْحَانَهُ أَنْ يَضَعَ بَيْتَهُ الْحَرَامَ،  بَيْنَ جَنَّات وَأَنْهَار، وَسَهْل وَقَرَار،.. بَيْنَ بُرَّة سَمْرَاءَ ورَوْضَة خَضْرَاء...» ([2])
وتدلُّ هذه المفردة على الخير والنَّماء والعَطاء؛ لأنَّه (عليه السلام) استعملها في علة وضع بيته، وإضافة الوصف (سمراء) أعطاها دلالة الحِنطة الجيدة أو لونها الحَسِن، وقد قابل الإمام (عليه السّلام) ووازن بين (برةٍ سَمْراء وروضةٍ خَضْراء)، وكِلا الوصفين على زنة (فَعْلاء) المخصص للألوان، فضلاً عن كونه صالحا للزِّراعة؛ لكنَّ عِلَّة ذلك هو الثواب، وزيادة الجزاء.
والبُرٌ: الحِنطة.  والبربور:  الجشيش من البُرِّ ([3]).
 فـ» الباء والراء في المضاعف اربعة اصول: الصدق، وحكاية صوت، وخلاف البحر، ونبت.  فأما الصدق... وأما النبت فمنه البُرً، وهي الحنطة، الواحدة بُرًة.  قال الاصمعي:  أبَرًت الأرض اذا كثر بُرٌها»([4]).  والبُرٌ أفصح من قولهم القمح والحنطة. 
قال المتنخل الهذلي([5]):  لا دَرَّ دَرِّىَ إن أطْعَمتُ نازِلَكُم قِرفَ الحَتىِّ وعندي البـّـُرُ مكنوزُ
وأشار سيبويه الى أنه لا يقال لصاحبه برًار على ما يغلب في هذا النحو؛ لأن هذا الضرب إنما هو سماعي لا إطرَّادي)([6]).

الهوامش:
([1]) ظ: المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة: 521.
([2]) نهج البلاغة: خ 192، 213 والموضع الثاني جاء: » وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ عَقِيلاً وَقَدْ أمْلَقَحَتَّى اسْتماحَنِي مِنْ بُرِّكُمْ صَاعاً.
([3]) ظ:  العين (مادة بر):  8 / 260. 
([4]) مقاييس اللغة:  1 / 77.
([5]) ظ:  وهو مالك بن عويمر، ديوان الهذليين:  القسم الثالث:  15،  لارزقت الدر،  كأنه قال لنفسه كالهازئ.
([6]) لمزيد من الاطلاع ينظر: المعجم الاقتصادي في نهج البلاغة، للدكتورة سحر ناجي المشهدي، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، ص 276-275.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2881 Seconds