ألفاظ النباتات وما يتعلق بها في نهج البلاغة: 5ـ الشَّعَير

أثر نهج البلاغة في اللغة والادب

ألفاظ النباتات وما يتعلق بها في نهج البلاغة: 5ـ الشَّعَير

1K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 08-07-2025

بقلم: د. سحر ناجي المشهدي

الحمد لله الأول قبل الإنشاء، والآخر بعد فناء الأشياء، أحمده استتمامًا لنعمته، واستعصاماً من معصيته، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على من اصطفى من الخلق أجمعين سيدنا ونبينا محمد وآل الطاهرين..

اما بعد:
ورد هذا اللفظ مرتين في النَّهْج([1])،  ليدل على:  المعنى الحقيقي:   وهو جنس من الحبوب معروف،   فجاء منصوباً في الموضع الأول على زنة (فًعيل) ؛ ووقع اسماً للجنس مضافا اليه مجرورا في حديثه عن سيدنا داود (عليه السلام)  قائلا: «وَإِنْ شِئْتَ ثَلَّثْتُ بِدَاوودَ صَاحِبِ الْمَزَامِيرِ، وقَارِىءِ أهل الْجَنَّةِ، فَلَقَدْ كَانَ يَعْمَلُ سَفَائِفَ الْخُوصِ بِيَدِهِ، وَيَقُولُ لِجُلَسَائِهِ:  أَيُّكُمْ يَكْفِينِي بَيْعَهَا ! وَيَأْكُلُ قُرْصَ الشَّعِيرِ مِنْ ثَمَنِهَا»([2]).
  ودلالة الشَّعير على الحب الذي يستعمل في الرَّغيف، وروي: انه ما شبع آل محمد من لحم قط، وإنَّ سيدتنا فاطمة الزهراء وبعلها (عليهم السلام) كانوا يصومون على أقراص من الشَّعير يعدونها لإفطارهم([3]).  وهو درس في الزُّهد والتربية
  وجاء مفردا مجرورا على زنة (فَعِيلة)  في قوله: « وَاللهِ لَوْ أُعْطِيتُ الاْقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلاَكِهَا، عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللهَ فِي نَمْلَة أَسْلُبُهَا جِلْبَ شَعِيرَة مَا فَعَلْتُهُ» ([4]).
  يقسم الإمام هنا بالله انه لن يعصيه ولو في نملة يسلبها قشر حبة ليس له، فمن الممكن أن يُعطى الإمام الأقاليم السبعة بالذي فيها من خيرات واسعة في مقابل أن يسلب نملة قشرة تقتات عليها.
  وقصد امتناعه من الظلم لأيِّ مخلوقٍ، وإن كان صغيرا كالنَّملة فهو لا يسلب جلب الشَّعيرة منها (الغشاء الرقيق) الذي يغطي حبتها بالرغم من قلة شأنه وعدم قيمته ([5]).
  والشعير: جنس من الحبوب معروف، واحدته شَعِيرة، وبائعه شَعِيرى.  قال سيبويه: وليس مما بُنِى على فاعل ولا فعًال كما يغلب في هذا النحو. وأمًا قول بعضهم شِعِير وبِعِير ورِغيف وما اشبه ذلك،  لتقريب الصوت من الصوت،  فلا يكون هذا الا مع حروف الحلق([6]).
  والشًعيرة:  تطلق على زنة ستة خرادل و(الشعيرة)  نبات عشبي بري وزراعي، استخدمت كوحدة للطول والزنة،  وتعاملوا بها في البلاد العربية والاسلامية، وتساوي 0.04737  غرام([7]))([8]).

الهوامش:
([1]) ظ: المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة: 998.
([2]) نهج البلاغة: خ 160، 161.
([3]) ظ: شرح نهج البلاغة: 3 / 267.
([4]) نهج البلاغة: خ 224، 255.
([5]) ظ: الديباج الوضي: 4 / 1817.
([6]) ظ: العين (مادة شعر): 2 / 338.
([7]) ظ: الفاظ المقادير في العربية: 40.
([8]) لمزيد من الاطلاع ينظر: المعجم الاقتصادي في نهج البلاغة، للدكتورة سحر ناجي المشهدي، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، ص 280-281.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.1036 Seconds