.png)
الإصدارات
نبذة عن الكتاب:
إنّ من البداهةِ بمكانٍ أنْ يكونَ للشرّاحِ الذين وفّقهم اللهُ تعالى لدراسة كتاب نهج البلاغة وشَرْحِ معانيه وبيانِ معارفِه الجَمّة، أثرُهم الكبيرُ في إظهار معارف كلام أمير المؤمنين (عليه السلام)، فضلًا عن تباينهم في فَهْمِ المعنى والدلالة ونقلها إلى القارئ الكريم.
وهو أمرٌ وإنْ كان له من الجهد العلميّ والبحثيّ، إلّا أنّه لا يخلو من المحاذير الشرعيّة، فضلًا عن العلميّة؛ وذلك عند نَقْلِ الشارحِ المعنى المخالفَ لقصديّة النصِّ الشريفِ ودلالتِه؛ ولاسيّما في المسائل العقديّة والحقائق التاريخيّة التي ملأت كتابَ نهج البلاغة.
ومن ثَمَّ ليس من المستغرَب أنْ نجدَ في كلام الشرّاح رُدُودًا على بعضِهم البعض نقدًا وتعليقًا، وأقلُّ ذلك هو استدراكٌ لمَا فاتَ عنهم أو هَفَا منهم، وهو أمرٌ يكشف عن التنوّع الفكريّ والمعرفيّ والعقديّ للشرّاح، فضلًا عن التباين في الأسلوب والمنهج المعتمَد لكلٍّ منهم.
وعليه: كان تَناولُ مناهجهم ودراستها دراسةً علميّةً يُعدُّ أمرًا في غاية الأهميّة؛ وذلك لفَهْمِ النصِّ الشريف والانتهال منه؛ ولا سيّما ما عرضوه في مقدّماتهم من آراء وأفكار ومعارف جمّة، تُشكِّلُ بمُجمَلها قاعدةَ بياناتٍ متنوّعة لطلبة الدراسات الأكاديميّة؛ ولا سيّما ممّن وُفِّقُوا للالتحاق بقسم نهج البلاغة والتربية الإسلاميّة، فضلًا عن طلبة العلوم الإسلاميّة والشرعيّة في الحوزات العلميّة الشريفة.
وقد اعتمدنا في هذه الدراسة على أشهر الشُّروح وأكثرِها تَداوُلًا في المكتبة الإسلاميّة؛ وذلك منذ القرن الخامس الهجريّ وإلى وقتنا الحاضر والبالغة عشرة شُروح، وبيان أسلوبهم وطريقتهم المعتمَدة؛ وذلك بغية تقديم توصيفٍ علميٍّ للدارسين والقُرّاء ولاسيّما مَنْ يَرُوم دراسةَ هذه الشُروحات ومطالبها المعرفيّة.
تحميل