من أخلاق الإمام علي (عليه السلام) قوله عليه السلام: (شتان ما بين عملين: عمل تذهب لذته وتبقى تبعته وعمل تذهب مؤنته ويبقى أجره)

سلسلة قصار الحكم

من أخلاق الإمام علي (عليه السلام) قوله عليه السلام: (شتان ما بين عملين: عمل تذهب لذته وتبقى تبعته وعمل تذهب مؤنته ويبقى أجره)

3K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 20-08-2022

بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان

((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))

أما بعد:

كل إنسان مسئول عن تصرفاته وأعماله الإيجابية والسلبية ولا بد من تبيان الأمور وتوضيح عواقبها بما يجعل عملية الاختيار وليدة قناعة بجدوى العمل وأثره.

والحكمة تبين الأمر وتوضح عاقبته ليحسن اختيار الإنسان ويتبصر فلا يكون عمله نتيجة حالة ضغط معينة كالحاجة أو الخوف أو الوعد أو الوعيد أو تلبية الرغبة...

وقد كان التبيان والتوضيح في الحكمة بأسلوب راضع من خلال إعطاء المقومات لكل عمل مع عدم إغفال نقطة الضعف.

1- فالعمل الأول وهو العمل غير الصالح (الصالح) الذي يخرج في إطاره العام عن حدود المقبول الشرعي فلا يكون إلا مجرد تلبية رغبة مؤقتة مع عدم مراعاة العاقبة ولذا تبقى الآثار السيئة من: المساءلة والمعاقبة والمصير المخزي، تلاحقه بعد انتهاء الوقت والعمل.

وهذا النوع مما تمارسه مجموعة ليست بالقليلة من الناس انطلاقاً من أساس التنفيس عن الكبت الداخلي في إشباع الغريزة سواء في الإنسان فيمارس أعمالا غير مقبولة شرعا فتذهب لذته وما استفاده الإنسان مع بقاء الحساب العسير.

ومن الطبيعي أن هذا النوع من الأعمال – وهو غير الصالح – لا يقتصر فيه على أعمال بعض الأعضاء دون بعضها الآخر بل يتساير مع الجميع وينتج عن الجميع فقد يشبع الإنسان رغبته من خلال الأذن أو العين أو الفم أو الأنف أو اليد أو سائر الأعضاء التي لها منافع معينة تلبي حاجة الإنسان.

2- والعمل الآخر وهو العمل الصالح فانه يتسم بانسجامه مع التعاليم الشرعية وعدم خروجه عن الحد المقبول شرعاً وغالباً ما يعاني الإنسان إزاء تنفيذ هكذا عمل بعض المعاناة الفكرية أو العضلية حتى يتم وينجز ولكن إذا ما أتجه صوب الدار الآخرة فإنه يجد ما يقر عينه ويؤنس نفسه  ويبهجها من الجزاء الحميد والثواب والأجر بما ينفعه في الوصول إلى درجات مهمة ومنازل يتمنى كل احد الوصول إليها فقد يكون من الصابرين أو الصالحين أو الشاكرين أو العافين أو العلماء أو الحلماء أو الكاظمين الغيظ أو البارين أو الوجلين من الله واليوم الآخر أو... من درجات ومنازل لا يصل إليها الإنسان إلا بعد عمل دنيوي وجهد كبير لتكون العاقبة حميدة ولصالحه.
فالدعوة إلى أن يبتعد الإنسان عن العمل الصالح السيئ لئلا يتورط بالمسائلة والمؤاخذة إلى أن يعمل الصالح الخيري ليحظى بالأجر والثواب[1].

الهوامش:
[1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص 194-196.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.3228 Seconds