الأخلاق من نهج البلاغة مناجاة النفس ومحاسبتها

سلسلة قصار الحكم

الأخلاق من نهج البلاغة مناجاة النفس ومحاسبتها

371 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 03-02-2024

بقلم: الشيخ محسن المعلم

((الحمد لله كما هو أهله، والصلاة والسلام على هداة الخلق إلى الحق، محمد وآله الطاهرين))

وبعد:
فقد أفاض إمام الأمة وربانيها وهاديها -صلوات الله على روحه الطيبة- المقال في كافة شؤون المعاد وإعداد العبد للقاء الرب فأخذ في إثارة كل ما يحقق الغاية ويهدي السبيل من التبصير بالدنيا واغتنام الفرصة واستثمار العمر العزيز والفرصة المتاحة بالتماس ما يقرب العبد بمولاه في دنياه وأخراه.
وهديه -كما أسلفت- ممتد واسع في كلمه وثنايا خطبه مما لا يسعني استيعابه لضيق مجال البحث وخطته عن ذلك:

ولكنّي آخذ بطرف منه وجامع من شذراته:
ومنها: مناجاة النفس ومحاسبتها
أ- «عِبَادَ اللهِ زِنُوا أَنْفُسَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُوزَنُوا وَحَاسِبُوهَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تُحَاسَبُوا وَتَنَفَّسُوا قَبْلَ ضِيقِ الْخِنَاقِ وَانْقَادُوا قَبْلَ عُنْفِ السِّيَاقِ وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ لَمْ يُعَنْ عَلَى نَفْسِهِ حَتَّى يَكُونَ لَهُ مِنْهَا وَاعِظٌ وَزَاجِرٌ لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ غَيْرِهَا لَا زَاجِرٌ وَلَا وَاعِظٌ»[1].

ب- وقال عليه السلام في رجال الله الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكره: «فَلَوْ مَثَّلْتَهُمْ لِعَقْلِكَ فِي مَقَاوِمِهِمُ المَحْمُودَةِ وَمَجَالِسِهِمُ المَشْهُودَةِ وَقَدْ نَشَرُوا دَوَاوِينَ أَعْمَالِهِمْ وَفَرَغُوا لِمُحَاسَبَةِ أَنْفُسِهِمْ عَلَى كُلِّ صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ أُمِرُوا بِهَا فَقَصَّرُوا عَنْهَا أَوْ نُهُوا عَنْهَا فَفَرَّطُوا فيهَا وَحَمَّلُوا ثِقَلَ أَوْزَاِرِهمْ ظُهُورَهُمْ فَضَعُفُوا عَنِ الِاسْتِقْلَالِ بِهَا فَنَشَجُوا نَشِيجاً وَتَجَاوَبُوا نَحِيباً يَعِجُّونَ إِلَى رَبِّهِمْ مِنْ مَقَامِ نَدَمٍ وَاعْتِرَافٍ»[2].
وختم خطبته الغراء بالقول الجامع:
«فحَاسِبْ نَفْسَكَ لِنَفْسِكَ، فإِنَّ غيرَها مِنَ الأَنْفُسِ لها حَسِيْبٌ غَيْرُكَ»)([3]).

الهوامش:
[1] خ 90 /123.
[2] خ 222 /342.
([3]) لمزيد من الاطلاع ينظر: الأخلاق من نهج البلاغة: الشيخ محسن علي المعلم، العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة، ط1، ص 136.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2802 Seconds