ذكر الإمام المهدي عن لسان الوصي

مقالات وبحوث

ذكر الإمام المهدي عن لسان الوصي

3K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 20-04-2019

ذكر الإمام المهدي عن لسان الوصي

الباحث: محمد حمزة الخفاجي

 

لا بد للحياة من حجة يقيم الله به العدل ويبطل الباطل، وقد قال سبحانه وتعالى لملائكته قبل خلق آدم  (عليه السلام): {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}[1]، فجعل سبحانه الخليفة قبل الخليقة ذلك لأهمية تواجده في الأرض، عن طريق نبينا آدم (عليه السالم) شرع سبحانه أحكام الدين وبين للناس نظام الحياة، فلما استوفى نبينا أدم أجله جعل سبحانه هبة الله عوضاً عنه ثم تلاه  نبي آخر وآخر إلى أن ختم سبحانه أنبيائه بمحمد (صلى الله عليه وآله)، يقول الإمام علي (عليه السلام): (ولَمْ يُخْلِ اللَّه سُبْحَانَه خَلْقَه مِنْ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، أَوْ كِتَابٍ مُنْزَلٍ أَوْ حُجَّةٍ لَازِمَةٍ أَوْ مَحَجَّةٍ قَائِمَةٍ، رُسُلٌ لَا تُقَصِّرُ بِهِمْ قِلَّةُ عَدَدِهِمْ ولَا كَثْرَةُ الْمُكَذِّبِينَ لَهُمْ ، مِنْ سَابِقٍ سُمِّيَ لَه مَنْ بَعْدَه أَوْ غَابِرٍ عَرَّفَه مَنْ قَبْلَه عَلَى ذَلِكَ نَسَلَتِ الْقُرُونُ ومَضَتِ الدُّهُورُ ، وسَلَفَتِ الآبَاءُ وخَلَفَتِ الأَبْنَاءُ إِلَى أَنْ بَعَثَ اللَّه سُبْحَانَه مُحَمَّداً، رَسُولَ اللَّه (صلى الله عليه وآله) لإِنْجَازِ عِدَتِه وإِتْمَامِ نُبُوَّتِه).

فمن المستحيل أن تبقى الدنيا من غير حجة لذا قبل أن يرتحل نبي الرحمة إلى جوار ربه  أوصى الناس بأمير المؤمنين (عليه السلام) ثم بالحسن والحسين والتسعة المعصومين من ذرية الحسين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (لَا تَخْلُو الأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّه بِحُجَّةٍ، إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً وإِمَّا خَائِفاً مَغْمُوراً، لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّه وبَيِّنَاتُه، وكَمْ ذَا وأَيْنَ أُولَئِكَ أُولَئِكَ واللَّه الأَقَلُّونَ عَدَداً، والأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللَّه قَدْراً، يَحْفَظُ اللَّه بِهِمْ حُجَجَه وبَيِّنَاتِه حَتَّى يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ)[2]. وقال (عليه السلام): (أَلَا إِنَّ مَثَلَ آلِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ)، كَمَثَلِ نُجُومِ السَّمَاءِ: إِذَا خَوَى نَجْمٌ طَلَعَ نَجْمٌ). فكلما ارتحل حجة تلاه حجة كي لا تبقى الناس في ضلالة وحيرة إلى أن يظهر الله قائم آل محمد والذي به سيقم الله عدله وينصر رسله هذا وعد الله وقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه (وَخَلَّفَ فِينَا رَايَةَ اَلْحَقِّ مَنْ تَقَدَّمَهَا مَرَقَ وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا زَهَقَ وَمَنْ لَزِمَهَا لَحِقَ دَلِيلُهَا مَكِيثُ اَلْكَلاَمِ بَطِي ءُ اَلْقِيَامِ سَرِيعٌ إِذَا قَامَ فَإِذَا أَنْتُمْ أَلَنْتُمْ لَهُ رِقَابَكُمْ وَأَشَرْتُمْ إِلَيْهِ بِأَصَابِعِكُمْ جَاءَهُ اَلْمَوْتُ فَذَهَبَ بِهِ فَلَبِثْتُمْ بَعْدَهُ مَا شَاءَ اَللَّهُ حَتَّى يُطْلِعَ اَللَّهُ لَكُمْ مَنْ يَجْمَعُكُمْ وَيَضُمُّ نَشْرَكُمْ).

قال ابن أبي الحديد في قوله: (مَنْ يَجْمَعُكُمْ وَيَضُمُّ): يعني من أهل البيت (عليه السلام) وهذا إشارة إلى المهدي الذي يظهر في آخر الوقت)[3]. عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: نظر أمير المؤمنين علي إلى الحسين (عليهما السلام) فقال: (إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيدا، وسيخرج الله من صلبه رجلا باسم نبيكم يشبهه في الخلق والخلق، يخرج على حين غفلة من الناس، وإماتة للحق، وإظهار للجور، والله لو لم يخرج لضربت عنقه، يفرح بخروجه أهل السماوات وسكانها، وهو رجل أجلى الجبين، أقنى الأنف، ضخم البطن، أزيل الفخذين، بفخذه اليمنى شامة، أفلج الثنايا، ويملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا )[4].

فكما بدء سبحانه وتعالى بحججه سيختم بهم هذا وعد من الله فنسأل الله ان يعجل فرج مولانا صاحب الأمر وأن يجعلنا من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه.

 

الهوامش:

[1] - سورة البقرة الآية: 30.

[2] - نهج البلاغة، الحكمة: 147.

[3] - شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: 7 / 95.

[4] - الغيبة، ابن أبي زينب النعماني: 222.

 

المقالة السابقة المقالة التالية

Execution Time: 0.3447 Seconds