صورة العقيلة زينب (عليها السلام) عند ابن عساكر وابن الأثير

مقالات وبحوث

صورة العقيلة زينب (عليها السلام) عند ابن عساكر وابن الأثير

4K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 22-12-2020

بقلم: السيد نبيل الحسني الكربلائي

الحمد لله على ((عواطف كرمه، وسوابغ نعمه، وأومنُ به أولاً بادياً، وأستهديه قريباً هادياً، وأستعينه قاهراً قادراً، وأتوكل عليه كافياً ناصراً))[1].
وصلواته التامات الزاكيات على حبيبه وعبده ورسوله محمد ((أرسله لإنفاذ أمره، وإنهاء عُذره، وتقديم نُذره))[2] وعلى أهل بيته ((أساس الدين وعماد اليقين))[3]
وبعد:
من هي العقيلة زينب عليها السلام؟ قد تكون الإجابة على هذا السؤال تحصيل حاصل لكثير من المسلمين لاسيما أبناء المذهب الإمامي الإثني عشري، فضلاً عن المسلمين الموالين لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ولكن هذا لا يمنع من معرفة أقوال المصنفين من أبناء العامة الذين ترجموا للصحابة والرموز والشخصيات الإسلامية، وفي ذلك المقام فقد قالوا:
1 ــ قال ابن سعد (المتوفى 230هـ):
(زينب بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن قصي، وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم، تزوجها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب، فولدت له علياً وعوناً الأكبر، وعباساً، ومحمداً، وأم كلثوم)([4]).
2 ــ قال الحافظ ابن عساكر الأموي الدمشقي (المتوفى سنة 571هـ):
(امرأة جزلة كانت مع أخيها الحسين بن علي بن أبي طالب ــ عليهما السلام ــ حين قتل، وقد قدم بها على يزيد بن معاوية مع أهلها.
حدثت عن أمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم، وأسماء بنت عميس، ومولى للنبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم اسمه ذكوان.
روى عنها: محمد بن عمرو، وعطاء بن السائب، وبنت أخيها فاطمة بنت الحسين بن علي ــ عليهما السلام ــ)([5]).
3 ــ قال الحافظ ابن الأثير الجزري (المتوفى سنة 630هـ):
(زينب بنت علي بن أبي طالب واسمه عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية وأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم، أدركت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وولدت في حياته، ولم تلد فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاته شيئاً وكانت زينب امرأة عاقلة لبيبة جزلة، زوجها أبوها علي ــ عليهما السلام ــ من عبد الله ابن أخيه جعفر، فولدت له علياً، وعونا الأكبر، وعباساً، ومحمداً، وأم كلثوم.
وكانت مع أخيها الحسين ــ عليهما السلام ــ لما قتل وحملت إلى دمشق وحضرت عند يزيد وكلامها ليزيد حين طلب الشامي أختها فاطمة بنت علي مشهور مذكور في التواريخ وهو يدل على عقل وقوة جنان)([6]).
والذي يهمنا في هذه الأقوال ويستفاد منه في البحث ما يلي:
1 ــ إنها كانت حاضرة في مأساة كربلاء وهو أمرٌ لا يقبل الشك أو الشبهة مما يستلزم تتبع دورها في الحدث.
2 ــ إنها سبيت من بلد إلى بلد، وقد استعاض عنها الحفاظ بلفظ (حملت مع أهلها إلى يزيد) دون الدخول في بيان كيفية الحمل ولعلهم أرادوا بذلك دفع النصوص القائلة في سبيها وإن كانت الكلمات لم تكشف عما جرى لها في هذه الرحلة.
3 ــ إنها (جزلة، لبيبة، عاقلة) وقد جرى بينها وبين يزيد بن معاوية حوار، إلاّ أنهم لم يخوضوا في ذلك الحوار، ولعل الذي منعهم منهج الكتاب فقد خصص للترجمة ولم يكن سياقه التاريخي بالمعنى الحرفي للمنهج التاريخي.
وعلى أية حال فقد كان لها خطاب ديني حينما حملت من كربلاء ثم إلى الكوفة ثم إلى الشام؛ وإن هذا الخطاب كان في مدينتين مهمتين في العالم الإسلامي آنذاك وهما، الكوفة ودمشق، وقد حددت مقومات الإصلاح في البنية الفكرية لكل مجتمع من المجتمعين([7]).

 الهوامش:
[1] نهج البلاغة بتحقيق قيس العطار: ص179.
[2] المصدر السابق.
[3] المصدر السابق.
([4]) الطبقات الكبرى لابن سعد: ج8، ص465.
([5]) تاريخ دمشق لابن عساكر: ج8، ص166.
([6]) أسد الغابة: ج5، ص469؛ الإصابة لابن حجر: ج8، ص166.
[7] لمزيد من الاطلاع، ينظر: دور الخطاب الديني في تغيير البنية الفكرية بين الإصلاح والإفساد. تأليف السيد نبيل الحسني: ص139-141، ط: العتبة الحسينية المقدسة.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2750 Seconds