شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (42) قال عليه السلام: (قُلُوبُ الرِّجَالِ وَحْشِيَّةٌ فَمَنْ تألَّفَهَا أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ)

سلسلة قصار الحكم

شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (42) قال عليه السلام: (قُلُوبُ الرِّجَالِ وَحْشِيَّةٌ فَمَنْ تألَّفَهَا أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ)

676 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 04-08-2024

بقلم: د. قاسم خلف السكيني.

الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.
قال عليه السلام: قُلُوبُ الرِّجَالِ وَحْشِيَّةٌ، فَمَنْ تألَّفَهَا أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ[1]
الوحشة: من الوحش وهو كل ما لا يستأنس من دواب البر، وفي بعض الكلام: إذا أقبل الليل استأنس كل وحشي، واستوحش كل أنسي[2].
هنا، عمل ما يوجب الإلفة والمودة. وقد شبه القلوب بالكائن الوحشي، فمن استماله بالحسنى واللطف ألف.
 ومن المفيد أن نشير إلى أن الفعل (أقبل) لم يرد إلا مقرونا بـ (على)،. ففي العين (أقبلنا على الإبل...)[3] وفي مختار الصحاح: (أقبل عليه بوجهه)[4]
ومن هنا، رجحنا رواية (... أقبلت عليه)، لمطابقتها ما جاء في المعاجم[5]، والشواهد الموجودة في النهج كقوله عليه السلام (إذا أقبلت الدنيا على أحد...) وقوله (عليه السلام) (شاركوا الذي قد أقبل عليه الرزق...)، فالمرجح (أقبل على) وليس (أقبل إلى) )([6]).

الهوامش:
[1] وردت في العيون ص272: (... أقبلت إليه)، ومثله في المنهاج 3/ 278، وفي الترجمة 2/436. ورويت بلفظ المتن في: شرح الغرر 4 /507، وشرح ابن أبي الحديد 180، وشرح البحراني 5/269، والمصباح ص590.
[2] العين (وحش) 3/262.
[3] العين: (قبل) 5/ 168.
[4] مختار الصحاح: (قبل).
[5] يبدو أن (أقبل على) للمقبل القريب أو الحاصل. و (أقبل إلى...) للمقبل البعيد أو الذي لم يحصل بعد، وفي الحكمة دليل على هذا الرأي.
([6]) لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص66-67.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2598 Seconds