شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (47) قال عليه السلام: اَلصَّبرُ صَبْرانِ صَبْرٌ عَلَى مَا تَكْرَهُ وَصَبْرٌ عمَّا تُحِبُّ

سلسلة قصار الحكم

شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (47) قال عليه السلام: اَلصَّبرُ صَبْرانِ صَبْرٌ عَلَى مَا تَكْرَهُ وَصَبْرٌ عمَّا تُحِبُّ

63 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 11-11-2024

بقلم: د. قاسم خلف السكيني.

الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.
قال عليه السلام: اَلصَّبرُ صَبْرانِ؛ صَبْرٌ عَلَى مَا تَكْرَهُ، وَصَبْرٌ عمَّا تُحِبُّ([1])
الصبر نقيض الجزع وأكثر ما يكون الصبر في تحمل المشاق والمكاره، لأنها مواقف تتطلب الثبات والصبر فالسجين – مثلا - الذي يصبر على ما يكره وهو السجن، يصبر كذلك على ما يحب وهي الحرية والانعتاق منه. وجاء في شرح ابن أبي الحديد أن الصبر الأول هو صبر على مضرة نازلة، بينما الثاني صبر على فراق محبوب متوقع.
 ولعل من المفيد الإشارة هنا، إلى أن في رواية العيون بعدا عن ترتيب درجات الصبر فهو يقدم الصبر على المحبوبات على الصبر على المكروهات في حين تقديم الصبر على المكروهات أولى لأن المكروه مفروض والمفروض أثقل والمحبوب يكاد يكون برغبة الإنسان فهو أضعف وطأة. كذلك لم يبين صاحب العيون سبب هذا التقديم والتأخير وخالف كل الشروح في روايته)([2]).

الهوامش:
([1] ) رويت في العيون ص56 بتقديم وتأخير: (الصبر صبران صبر على ما تحب وصبر على ما تكره). ورويت بلفظ المتن في: شرح الغرر 2 /72، والمنهاج 3/279، وترجمة النهج 7/153، وشرح ابن أبي الحديد 180/ 189، وشرح البحراني 5/270 والمصباح 2/437.
([2]) لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص70.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2355 Seconds