بقلم: الشيخ محسن المعلم
((الحمد لله كما هو أهله، والصلاة والسلام على هداة الخلق إلى الحق، محمد وآله الطاهرين))
وبعد:
الحقوق المتقابلة المتكافئة:
«أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ لِي عَلَيْكُمْ حَقّاً، وَلَكُمْ عَلَيَّ حَقٌّ: فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَيَّ: فَالنَّصِيحَةُ لَكُمْ، وَتَوْفِيرُ فَيْئِكُمْ عَلَيْكُمْ، وَتَعْلِيمُكُمْ كَيْلا تَجْهَلُوا، وَتَأْدِيبُكُمْ كَيْما تَعْلَمُوا. وَأَمَّا حَقِّي عَلَيْكُمْ فَالوَفَاءُ بِالبَيْعَةِ، وَالنَّصِيحَةُ في المَشْهَدِ وَالمَغِيبِ، وَالْإِجَابَةُ حِينَ أَدْعُوكُمْ، وَالطَّاعَةُ حِينَ آمُرُكُمْ»([1]).
إذاً فليست قضية حاكم ومحكوم وقيام أمرهما بالتعالي والاستعباد، والأنانية والاستبداد بل هي الحق والحقوق لكل منهما وعليه، وهذه ركيزة قويمة وإنطلاقة مستقيمة.
ويشد الانتباه إلى بدأته عليه السلام ببيان حق رعيته ومن تولى أمره فإذا به يمثّل الإنسانية الفذة والروح الكريمة والخلال الجامعة للخير والهدى دينًا ودنيا.
إرشاد أبوي، وعاطفة حنان، وسعي لتوفير الحياة الكريمة، وهدي للمعارف، وحمل على مناهج الحق، وكلها جماع الفضائل الآخذة بأسباب الاستقامة..)([2]).
الهوامش:
([1]) خ 34 /79.
([2]) لمزيد من الاطلاع ينظر: الأخلاق من نهج البلاغة: الشيخ محسن علي المعلم، العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة، ط1، ص178-179.