ألفاظ الأشجار والثمار والأزهار في نهج البلاغة: 3- الإقْــْحـُـوَان:

مقالات وبحوث

ألفاظ الأشجار والثمار والأزهار في نهج البلاغة: 3- الإقْــْحـُـوَان:

1K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 08-09-2025

بقلم: د. سحر ناجي المشهدي

الحمد لله الأول قبل الإنشاء، والآخر بعد فناء الأشياء، أحمده استتمامًا لنعمته، واستعصاماً من معصيته، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على من اصطفى من الخلق أجمعين سيدنا ونبينا محمد وآل الطاهرين..

اما بعد:
ورد مرة واحدة في كلام الامام (عليه السلام)  ([1])،  ليدل على معنى حقيقي وهو نبات معروف على زنة (أفْعُلانِ)،  وذلك في وصفه لخلق (الطاووس)  قائلاً: « إلاَّ أنَّهُ يُخَيَّلُ لِكَثْرَةِ مَائِهِ،  وَشِدَّةِ بَرِيقِهِ،  أَنَّ الْخُضْرَةَ النَّاضِرَةَ مُمْتَزِجَةٌ بِهِ،  وَمَعَ فَتْقِ سَمْعِهِ خَطٌّ كَمُسْتَدَقِّ الْقَلَمِ فِي لَوْنِ الاْقْحُوَانِ،  أَبْيَضُ يَقَقٌ،  فَهُوَ بِبَيَاضِهِ فِي سَوَادِ مَا هُنَالِكَ يَأْتَلِقُ »([2])،  شبَّه الخط الأبيض عند محل سمعه بخط القلم الدقيق في دقته واستوائه،  وفي بياضه بلون الأقحوان ؛ لكونه شجر طيِّب الرَّائحة مشتمل على لونين،  الظاهر منه ورق أبيض شديد البياض،  ووسطه أصفر شديد الصفرة،  يغلو في التشبيه به الشعراء في لونيه،  وأراد به ورقه الظاهر. فصفات الطاووس المذكورة تكشف عن عظمة وقدرة الله فجمع بين الحسن والجمال وعُدَّ أنموذجاً لأنواع الجمال يدل دلالة قاطعة على وجود خالقٍ بديعٍ ([3]).

  القــَحْوُ:  تأسيس الاقحوان،  وهو في التقدير:  أُفْعُلان،  وهو من نبات الربيع،  مـُفَرًض الورق،  صغير،  دقيق العيدان،  طيب الريح والنسيم،  له نور ابيض منظوم حول برعومته،  كأنه ثغر جارية،  واحدته أقْحوانة([4]).
  فالقاف والحاء والواو كلمة واحدة.  يقولون:  القَحْو تأسيس الاقحوان،  وتقديره أُفْعُلَان،  ولو جعل في دواء لقيل مـَقْحُو،  وجمعه الأقاحِي،  والاقحوانة موضع بالبادية([5]).

وهو من نبات الربيع مُفَرًض الورق دقيق العيدان له نور ابيض كأنه ثغر جارية حَدَثة السن لا رائحة له وهو البابونج عند الفرس، في تقدير (أفْعُوانٍ) والواحدة منه أقحوانة. ويجمع على أقاحٍ واقاحي بحذف الالف والنون،  أقاحٍ([6]).
ومن المجاز:  افتَرًت عن نور الأقحوان والأقاحي،  وبدا أُقحوان الشَّيب،  ويقال:  بدا ثَغام الشيب([7]) والثغام نبات إذا جف َّ صار أبيض.  قال الإمام علي (عليه السَّلام) في القصيدة الزينبية:

نَشَرت ذوائبها التي تزهـــــو بها                            سودا ورأسك كالثغامة أشيبُ )(([8])).

الهوامش:
([1]) ظ:  المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة:  465.
([2]) نهج البلاغة:  165،  171.
([3]) ظ:  منهاج البراعة:  10 / 43     وظ:  شرح نهج البلاغة:  ناصر مكارم  الشيرازي:  268.
([4]) ظ:  العين (مادة قحو):  3 / 255.
([5]) ظ:  مقاييس اللغة:  5 / 62.
([6]) ظ:  لسان العرب (مادة قحو):  5 / 3540  وظ:  المصباح المنير:  491.
([7]) ظ:  أساس البلاغة:  2 / 55.
([8]) لمزيد من الاطلاع ينظر: المعجم الاقتصادي في نهج البلاغة، للدكتورة سحر ناجي المشهدي، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، ص 288-289.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.1285 Seconds