من أخبار الإمام علي عليه السلام في كتاب المصنف لابن أبي شيبة الكوفي ما هي العلة في قول عمر بن الخطاب: (ما تمنيت الإمرة إلا يومئذ)

مقالات وبحوث

من أخبار الإمام علي عليه السلام في كتاب المصنف لابن أبي شيبة الكوفي ما هي العلة في قول عمر بن الخطاب: (ما تمنيت الإمرة إلا يومئذ)

700 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 25-10-2025

بقلم: الدكتور محمد سعدون عبيد العكيلي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.

أما بعد:
روى الكوفي([1]) وقال: (... عن أبي هريرة قال: قال عمر: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (لأدفعن اللواء غدا إلى رجل يحب الله ورسوله، يفتح الله به)، قال عمر: ما تمنيت الإمرة إلا يومئذ، فلما كان الغد تطاولت لها، قال: فقال: (يا علي! قم اذهب فقاتل ولا تلفت حتى يفتح الله عليك)، فلما قفى كره أن يلتفت، فقال: يا رسول الله! علام أقاتلهم؟ قال: (حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها حرمت دماءهم وأموالهم إلا بحقها)).

 ويتفق الميلاني([2]) مع الكوفي فيروي ويقول: (... عن أبي هريرة قال: قال عمر: إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال: لأدفعنّ اللواء غداً رجلاً يحب الله ورسوله، يفتح الله به. قال عمر: ما تمنيت الإمرة إلا يومئذ، فلما كان الغد تطاولت لها، قال: فقال يا علي! قم اذهب فقاتل ولا تلفت حتّى يفتح الله عليك، فلما قفا كره أن يلتفت، فقال: يا رسول الله! علام أقاتلهم؟ قال: حتّى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها حرمت دماؤهم وأموالهم إلا بحقها). وهنا يبرز دور الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بهدفه السامي وهو نشر راية الإسلام دون سفك قطرة دم واحدة، ويظهر لنا أيضاً سلمية الدعوة الإسلامية حيث إلقاء الحجة على المقابل غير المسلم وإن أبى إلا القتال والحرب. كذلك يبدو لنا دور الإمام علي (عليه السلام) حيث يجسد مثالاً بارعاً للجندي أو المقاتل الذي يمتثل لأوامر القائد وذلك من خلال سؤاله للنبي (علام أقاتلهم؟) وهو سؤال ذكي نعتقد غاية الإمام منه تعريف لغيره من الجنود والأصحاب والحاضرين الموقف ما هو الهدف من وراء تلك الحرب أو فتح حصن خيبر)([3]).

الهوامش:
([1]) المصنف، ج8، ص522 - ص523.
([2]) السيد علي الحسيني، حديث الراية، ط1، مركز الحقائق الإسلامية، (قم - 1429هـ)، ص44.        
([3]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخبار الإمام علي بن ابي طالب في كتاب المصنف لابن ابي شيبة الكوفي: تأليف محمد سعدون عبيد العكيلي، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 18-181.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.1046 Seconds