بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان
((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد
أسلوب بليغ لتحذير الإنسان من الاغترار بالعافية وعدم الابتلاء بما أصاب غيره، لأن الإنسان تمر به حالات من الاغترار فيتمرد حتى على موجده وخالقه وذلك بعدم الانصياع للأوامر والنواهي على أساس أنه معافى البدن، آمن لا يخاف أحداً، وما إلى ذلك مما يتوهمه فيدرج على ذلك إلا أنه يجهل أو يتجاهل أن أمر ذلك كله بيد الله تعالى وتحت قدرته فأنه تجاوز العبد الحدود فعليه أن لا يأمن الغضب والعقوبة.
وقد حذر الإمام عليه السلام من هذه الحالات وتمكنها في النفوس ببيان أن الكل يتساوى في احتمالية الإصابة فلا يظن احد أنه بمعزل ومأمن بل الجميع معرضون، والكل يستأهل الشفقة، وما من أحد إلا ويطلب له من الله سبحانه الخير ويدعى له بالكفاية، فلا يتفاوت حال المصاب حالياً أو من يصاب مستقبلاً.
فالدعوة إلى أن يدعو الإنسان من الله سبحانه لأن يعافي المبتلى ببلية – أياً كانت – ولأن يجير غير المبتلى الذي هو فعلاً لم يتعرض لشيء إلا أنه في معرض ذلك لو شاء الله تعالى. إذ لا قدره للإنسان مهما بلغت عظمته الدنيوية أن يدفع عن نفسه ما يريد الله له أو عليه وفق ما يناسبه من مصالح وحكم تخفى على العباد ويعرفها هو تعالى فقط. فهذه الحكمة في الواقع درس أخلاقي مؤثر لمن يتمعن ويفكر ([1]).
الهوامش:
([1]) لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ط8، ص 340-341.