يُعنى هذا الكتاب بدراسة دلالة أَبنية الأَفعال في الخطبة المُوْنِقَة المنسوبة لأَمير المؤمنين علي بن أَبي طالب (عليه السلام)؛ إِذ امتازت هذه الخطبة بكثرة الأَفعال فيها؛ إذ وصلت إلى (170) فعل، فضلا عما جاء مكرَّرا، وبصيغة مختلفة، نحو:(شَربَ، يَشرْبُ)، و(سَكَنَ، تُسَكِّنُ، يَسْكُنُ)، وغيرها؛ ولذا شرعتُ في بيان دلالتها، مستفيداً من أَصوات الكلمة، وبنيتها، وتركيبها مع الكلمات الأُخرى في ضمن السِّياق الَّذي وردت فيه، في بيان معنى الفعل في الخطبة، فوسمتُ الكتاب: بـ «الأَفْعَالُ فِي الْخطْبَةِ الُموْنِقَةِ لأَمِيرِ الُمؤْمِنِينْ(عليه السلام) بَين الدلالة المعجمية والاستعمال الْوَظِيْفِيِّ»، وجعلتُ الكتاب على قسمين، كان الأَوَّل منها تمهيدًا، بيَّنتُ فيه تسمية الخطبة «المونقة »، مع توثيق نسبتها إلى أَمير المؤمنين (عليه السلام)، وأَعطيتُ تصوُّرًا أَوَّليًّا عامًّا لدلالة الأَفعال فيها، ثُمَّ ذكرتُ نصَّ الخطبة.
أَمَّا القسم الثَّاني، فكان من نصيب الأَفعال، فكان «دراسة في دلالة الأَفعال في الخطبة المونقة »، وتلا ذلك كلَّه قائمة المصادر والمراجع.