الإمام علي (عليه السلام)  وبعض الحقائق العلمية

مقالات وبحوث

الإمام علي (عليه السلام) وبعض الحقائق العلمية

13K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 22-10-2020

بقلم: م.م. خلود حامد الياسري

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين، وبعد:
عاش الإمام علي (عليه السلام)  في بيئة لا تعرف قيمة الحقائق العلمية بل كان
الغالب على الجزيرة العربية علم الأدب والتفاخر بالأنساب عاش الإمام (عليه السلام) في وسط يغلب عليه طابع البداوة وتشيع فيه روح القبيلة التي لم تنل حضارة
المدن منها شيئاً وكانت أيضا تتسم بالطبقية الحادة إذ كان هناك الأغنياء والعبيد
وهكذا كانت حالة المجتمع الفكرية والروحية والمادية حتى ولد علي الحق والنور
في تلك الأجواء وكان يرى رجلاً عظيما عرفه المجتمع حق المعرفة منذ بواكير
طفولته يخرج على تلك الحياة البائسة واناس تلك الحياة الضعيفة برسالة تبشرهم
بالعدل وتقيم لهم قواعد الرحمة والإحسان والإنصاف حتى أصبح الإمام علي(عليه السلام) التلميذ الأول للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتلقى منه علومه التي مُلأ بها، لقد علمه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ألف باب من العلم يفتح له من كل باب ألف باب ولا يمكن تحديد علم الإمام علي (عليه السلام)، والإحاطة به لأنه من علم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعلم الرسول من الله
تعالى([1])).
إذ قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب) وبمعنى آخر أن علم الإمام (عليه السلام) يدل على معرفة بالعالم العلوي إذ أشار الإمام(عليه السلام) إلى ذلك بقوله: (سلونى قبل أن تفقدونى! فلأنا بطرق السّماء أعلم منّي بطرق الأرض)([2]).
ونود ان نذكر بعض العلوم التي امتاز بها الإمام علي (عليه السلام) ومنها:
علم التصوف: وجد أصحاب هذا العلم غطاء مهما للاحتماء بالإمام علي (عليه السلام) فاستندوا إلى الإمام في أحاديثهم الصوفية وما يتعلق بالزهد والحرفة الصوفية وقد كان شعارهم وهو ما صرح به الجنيد والشبلي والسري الصقي والكرخي)([3]).
وفي علم الفضاء: ان أمير المؤمنين علياً(عليه السلام) أول من دعا إلى ملاحة
الفضاء قبل أكثر من ثلاثة عشر قرنا (حيث روى الشيخ الطريحي في مادة كوكب
قوله (عليه السلام): (هذه النجوم التي في السماء مدائن كالمدائن التي في الارض
ترتبط كل مدينة منها بعمود من نور طول كل عمود مسيرة مائتين وخمسين عاما
من السماء يريد بذلك الجاذبية الشمسية التي تنظيم السيارات بها وتدور حولها)([4]).
وفي علم التصنيف: إن الإمام علي (عليه السلام) أول من صنف لأنه أول من
جمع القرآن وهو أول من نقط المصاحف ويعزى إلى الإمام تأسيسه علم النحو عندما
أملاه على أبي الأسود الدؤلي وفيه قال أنح هذا النحو، على أن الكلام كله اسم وفعل وحرف والاسم ما انبأ عن المسمى والفعل ما انبأ عن حركة المسمى والحرف ما انبأ عن معنى ليس بالاسم ولا بالفعل)([5]).
وفي كلامه في علم الجغرافية قال حينما ذم البصرة وأهلها قائلا: (أرضكم قريبة من
الماء بعيدة من السماء)([6]).
وفي علم الرياضيات والحساب: ورد عن الإمام علي (عليه السلام): (بأنه دخل
عليه يهودي قال له: أخبرني عن عدد يكون له نصف وثلث وربع وخمس وسدس
وسبع وثمن وتسع وع رش ولم يكن فيه كسر فقال علي(عليه السلام) إن أخبرتك تسلم قال نعم فقال علي (عليه السلام) أضرب أيام أسبوعك في سنتك فكان كما
قال تحقق من المسألة وصحتها ولم يكن فيها كسر وبعدها حين سمع ذلك أسلم)([7]).
وفي العلوم الطبية قال: (لحوم البقر داء والبانها شفاء، وأيضاً قال (عليه السلام):
كل التفاح فانه يدبغ المعدة، وقال أكل السفرجل قوة للقلب وأكل السمك يذيب
الجسد، وقال أيضا ابدؤوا بالملح في أول طعامكم...الخ )([8]).
وفي السياسة طبق الإمام (عليه السلام)  السياسة المثالية (المبدأية) والواقعية لا النفعية التبريرية وهو أول من أسس الدفاع وديوان الخراج والأموال)([9])
وفي علم النفس فقد أكد الإمام علي (عليه السلام) أهمية الوراثة والبيئة في تكوين شخصية الفرد حيث قال: (حسن الأخلاق برهان كرم الأعراق)([10])، والفطرة أحد اركان الوراثة كما يمثل ذلك في النهج إذ قال:  (وجابل القلوب على
فطرتها شقيها وسعيدها)([11]) وقال أيضاً: (وتوخ منهم أهل التجربة والحياء من أهل البيوتات الصالحة)([12]).
هذه بعض العلوم اتي ورد فيها كلام لأمير المؤمنين (عليه السلام) في ذكرها وبيان ما فيها، وهو الرائد لها، والحمد لله رب العالمين.

الهوامش:
([1]) علي بن أمه وأبيه، الصائغ:  78 - 79.
([2]) نهج البلاغة، محمد عبده: 2/ 153.
([3]) بناء المقالة الفاطمية، ابن طاووس : 107.
([4]) علي بن أمه وأبيه، الصائغ: 80.
([5]) تاريخ اليعقوبي: 2/ 135.
 ([6])علي بن أمه وأبيه، الصائغ: 82.
 ([7])المصدر نفسه: 82.
 ([8])المصدر نفسه: 85.
([9]) أعلام نهج البلاغة، السرخسي: 30.
([10]) غرر الحكم ودرر الكلم، الخوانساري: 3/ 392.
([11])  نهج البلاغة، محمد عبده: 1/ 116- 117 .
([12]) علوم نهج البلاغة، الموسوي: 133.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2967 Seconds