مِنَ الآيات المتعلقة بالإمام علي (عليه السلام) الحلقة (8): المعنى اللغوي للفظة (المؤمنين): ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب:58]

1K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 30-07-2025

بقلم: رضي فاهم عيدان

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله كما هو أهله وكما يستحقه حمدًا كثيرًا وأعوذ به من شر نفسي إنّ النفس لأمارةٌ بالسوء إلاّ ما رحم ربي، والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمّدٍ الأمين وأهل بيته الطيبين الطاهرين.

إما بعد:

   وهي مشتقةٌ من الفعل (آمنَ) بوزن أَفْعَلَ فهو اسمُ فاعلٍ من الرُّباعي ومصدرهُ (الإيمان)؛ جاء في التهذيب ((وأما (الإيمانُ) فهو مصدر: آمَنَ يؤمنُ إيمانا؛ فهو مُؤمن.)) ([1])،   وقال ابن جنيّ(ت392هـ) بشأن هذا الفعل : ((متى كانتْ الهمزةُ ساكنةً مفتوحاً ما قبلها غيرُ طَرف ، فأُريدَ تخفيفها أو تحويلها أُبدلت الهمزةُ ألفاً أصلاً كانت أو زائدة ، فالأصلُ نحو قولك في (أَفْعَل) من (أَمِنَ) (آمَنَ) وأصلها (أَأْمَن) فقُلبت الثانيةُ ألفاً لاجتماع الهمزتينِ وانفتاحِ الأولى وسكونِ الثانية)) ([2])

وفي القاموس: ((أمِنَ – كفَرِحَ - أمْناً وأماناً – بفَتْحِهِما- وأمَناً وأمَنَةً- محرَّكتينِ- وإمْناً- بالكسر- فهو أمِنٌ وأمِينٌ، كَفَرِحٍ وأميرٍ000وآمَنَ به إيماناً: صَدَّقَهُ. والإِيمانُ: الثِّقَةُ، وإظْهارُ الخُضوعِ، وقَبولُ الشَّريعَةِ))([3]).

    فالمؤمن هو من تُصدِّق أقوالُه وأفعالُه ما يعتقدُه، ولا يُخالطُ إيمانَه الشكُّ والارتيابُ، قال ابن منظور(ت711هـ): ((فإنْ كانَ مع ذلكَ الإظْهارِ اعتِقادٌ وتصديقٌ بالقلبِ فذلك الإيمانُ الذي يُقال للموصوفِ به هو مؤمنٌ مسلمٌ، وهو المؤمنُ بالله ورسولهِ غيرُ مُرْتابٍ ولا شاكٍّ، وهو الذي يرى أَن أَداء الفرائض واجبٌ عليه، وأَنَّ الجِهادَ بنفسِه وماله واجبٌ عليه لا يدخله في ذلك رَيْبٌ فهو المؤمنُ وهو المسلمُ حقّاً)) ([4]).([5]) . 

الهوامش:
([1]) تهذيب اللغة ( أمن ) : 15/368  .
([2]) سر صناعة الإعراب: 2/206.
([3])القاموس المحيط ( الأمن ) : 1/181-182.
([4])لسان العرب  ( أمن ) : 13/ 27  .
([5]) لمزيد من الاطلاع ينظر: الآيات المتعلقة بالإمام علي (عليه السلام)/دراسة في ضوء المعنى النحوي الدلالي، تأليف: رضي فاهم عيدان، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، ص 83-84.