من استشهادات ابن أبي الحديد المعتزلي الشعرية في شرح نهج البلاغة ندم الأنصار على بيعتهم لأبي بكر

أثر نهج البلاغة في اللغة والادب

من استشهادات ابن أبي الحديد المعتزلي الشعرية في شرح نهج البلاغة ندم الأنصار على بيعتهم لأبي بكر

2K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 31-01-2023

بقلم: الدكتور علي الفتال - رحمه الله تعالى-

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق اجمعين أبي القاسم محمد وآله الطيبين الاخيار الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم والناصبين لهم العداء الى قيام يوم الدين.

أما بعد:

لما بويع أبو بكر وأستقر أمره، ندم قوم كثيراً من الأنصار على بيعته، ولام بعضهم بعضاً، وذكروا علي بن أبي طالب عليه السلام وهتفوا باسمه وأنه في داره لم يخرج إليهم، وجزع لذلك المهاجرون وكثر في ذلك الكلام.

وكان اشد قريش نفر فيهم؛ وهم سهيل بن عمرو، أحد بني عامر بن لؤي، والحارث بن هشام، وعكرمة بن جهل المخزوميان، وهؤلاء أشراف قريش الذين حاربوا النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم ثم دخلوا الإسلام، وكلهم موتور قد وتره الأنصار.

فلما اعتزلت الأنصار تجمع هؤلاء؛ قام سهيل بن عمرو فخطب في قريش ثم تبعه الحارث بن هشام ثم عكرمة بن جهل ثم أبو سفيان بن حرب وقد أنكر كل الخطباء حق الأنصار وعلي بن أبي طالب عليه السلام بالخلافة. وقال حسان بن ثابت يذكر ذلك (6/23-25): -

تنادى سهيل وأبن حرب وحارث

 

وعكرمة الثاني لنا أبي جهل

قتلنا أباه وانتزعنا سلاحه

 

فأصبح في البطحا أذل من النعل

فاما سهيل فاحتواه ابن دخشمٍ

 

أسيراً ذليلاً لا يمر ولا يحلي

وصخر بن حرب قد قتلنا رجاله

 

غداة لوا بدر فمرجله يغلي

وراكَضَنا تحت العجاجة حارث

 

على ظهر جرداءٍ كباسقة النخل

يقبلها طوراً وطوراً يحشها

 

ويعدلها بالنفس والمال والأهل

أولئك رهط من قريش تبايعوا

 

على خطةٍ ليست من الخطط الفُضل

وأعجب منهم قابلوا ذاك منهمُ

 

كأنا اشتملنا من قريش على ذُحل

وكلهم ثان عن الحق عطفه

 

يقولوا: اقتلوا الأنصار يا بئس من فعل

نصرنا وآوينا النبي ولم نخف

 

صروف الليالي والبلاء على رَجل

بذلنا لهم أنصاف مال أكفنا

 

كقسمة ايسار الجذور من الفضل

ومن بعد ذاك المال أنصاف دورنا

 

وكنا اناساً لانُعيّر بالبخل

ونحمي ذمار الحي وهو أبن مالك

 

ونوقد نار الحرب بالحطب الجزل

فكان جزاء الفضل منا عليهمُ

 

جهالتهم حمقاً وما ذاك بالعدل

فبلغ شعر حسان قريشاً، فغضبوا فأمروا أبن أبي عزَّة شاعرهم أن يجيبه فقال (6/24-25):

معشر الأنصار خافوا ربكم …

 

واستجيروا الله من شر الفتن

أنني أرهب حرباً لاقحاً

 

يشرق المرضع فيها باللبن

جرَّها سعد وسعد فتنة

 

ليت سعد بن عباد لم يكن

خلف برهوت خفياً شخصه

 

بين بصرى ذي رعين وجدن

ليس ما قدَّر سعد كائناً

 

ما جرى البحر وما دام حضن

ليس بالقاطع منا شعرةً

 

كيف يرجى خير أمر لم يحن

ليس بالمدرك منها ابداً

 

غير أضغاث أمانيِّ الوسن[1]


[1] [1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أضواء على نهج البلاغة بشرح ابن أبي الحديد في استشهاداته الشعرية، د. علي الفتال، ط: مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة: ج2، 45-47.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2590 Seconds