أصبحت الدراسات الأسلوبية وسيلة مُثلى في الكشف عن خصائص الأّدب، لأنَّها تعتمد في تطبيقاتها على قواعدٍ علميةٍ محددةٍ، تجعل من النتائج التي تتوصل إليها الدراسة أحكاماً متصفة بالموضوعية والعلمية.
ومن هنا انطلق البحث في معالجاته من افتراضات منهجية أهمّها: الكشف عن السمات الأسلوبية لرسالة الإمام علي (عليه السلام) إلى واليه على البصرة عثمان بن حنيف، وإبراز جماليات الأسلوب، وطرق المعالجات اللغوية التي تتحول فيها وظيفة الخطاب من التقريرية إلى وظيفتي التأثير والإقناع، ويكون ذلك من خلال سبر أغواره، وتشريح نصوصه، وفكِّ رموزه، ومن ثمَّ تأشير البنيات الأسلوبية ذات الهيمنة على بنيات الخطاب الأخرى.
وقد اقتضت طبيعة المادة أن يُقسَّم البحث على ثلاثة مباحثٍ يتقدمها تمهيد، وتلحقها خاتمة، أشرتُ فيها إلى أهمّ النتائج التي توصّل إليها البحث.