ثالثًا: الصحابي زيد بن أرقم يخاطب رأس الإمام الحسين(عليه السلام)وهو يتلوا آية الكهف
بقلم : السيد نبيل الحسني
روى الشيخ المفيد(ت 413 ه) ، والطبرسي (ت: 548هـ) والمشغري (ت: 664هـ)(رحمهم الله) ، عن زيد بن أرقم( رحمه الله) ، أنَّه قال:
(مرَّ بيّ - أي رأس الإمام الحسين (عليه السلام) - وأنا في غرفة، فلما حاذاني سمعته يقرأ:
﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا﴾[1].
فَقَفَّ والله شعري، وناديت:
رأسك والله يابن رسول الله أعجب وأعجب!![2].
وقد سجل التاريخ حضور زيد بن أرقم في مجلس عبيد الله بن زياد ومواجهته له حينما رآه ينكت ثغر الإمام الحسين (عليه السلام)؛ كما سيمر بيانه في دراسة الآثار الإصلاحية التي أحدثها الرأس المقدس (عليه السلام) لكن الروايات لم تتناول مشاهدة زيد بن أرقم وسماعهِ رأس الإمام الحسين (عليه السلام)، وهو يقرأ القرآن.
ولعل أول من ذكر ذلك - بحسب ما توفر لدي من مصادر - هو الشيخ المفيد (عليه رحمة الله )، ثم نقل عنه المؤرخون ذلك في مصنفاتهم إلا أنّ هذا الأمر لم يكن بمعارض لهذه الحقيقة التاريخية والإعجازية التي ظهرت للرأس المقدس في قراءته للقرآن، أو تكلمه مع بعض الناس سواء كان ذلك في الطريق بين الكوفة والشام، أو في نصب الرأس في دمشق وطوافهم به في أزقتها وسماع عمرو بن المنهال لهذه القراءة، وتحديثه بما رأى من الآيات للرأس المقدس، كما سيمر لاحقًا.
أما ما تبع الآيات التي ظهرت للرأس المقدس في الكوفة فيقول، الشيخ المفيد:
(ولما فرغ القوم من الطواف به بالكوفة؛ ردوه إلى باب القصر، فدفعه ابن زياد إلى زحر بن قيس، ودفع إليه رؤوس أصحابه، وسرحه إلى يزيد بن معاوية، عليهم لعائن الله ولعنة اللاعنين في السموات والأرضيين[3]، وأنفذ معه أبا بردة بن عوف الأزدي، وطارق بن أبي ظبيان في جماعة من أهل الكوفة حتى ورودوا بها على يزيد بدمشق)[4].
يتبع في الحلقة الرابعة.[5]
الهوامش:
[1] سورة الكهف، الآية: 9.
[2] الإرشاد: ج2 ص 117؛ اعلام الورى ج1 ص 473؛ الدر النظيم.
[3] اللهم آمين بعدد ما أحاط به علمك ومنتهى عدلك وحكمك وقضاءك، وعلى من أسس أساس الظلم والجور على نبيك وعترته الأخيار صلواتك عليهم أجمعين.
[4] الارشاد للمفيد: ج2 ص 118.
[5] لمزيد من الأطلاع ، ينظر : الإما الحسين(عليه السلام) في احياء عقيدة التوحيد وتوحيد الفكر في ضوء النظرية الوظيفية والضمير الجمعي. تأليف السيد نبيل الحسني.