بقلم: ممد صادق السيد محمد رضا الخرسان
((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد:
قال أمير المؤمنين عليه السلام ((تَكَلّمُوا تُعْرَفُوا، فَإنّ المَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ)).
أنعم الله تعالى على الإنسان بنعمة النطق ليُبدي مقاصده وما يريده من مطالب وحوائج لأنّه لولا اللسان لما أمكنه الصول إلى أهدافه بالطريقة التي يصل إليها فعلًا، فإنّ الإشارة أو الكتابة أو الرسم مهما كانت نتيجته لا يقوم بنفس الدور الذي يقوم بهِ اللسان في التعبير عن المراد. واللسان طبعًا بالاشتراك مع التجويف الفموي وجهاز التنفس بكل محتوياتها يؤدي هذه الخدمة الجليلة.
فلا بدّ أن يحسن الإنسان -العاقل- استخدام ذلك لمصلحته الشخصية ومَن حواليه لتعم الفائدة ويتكامل بنو الإنسان. فباللسان وما يؤديه من الكلام تُعرف قدرات الإنسان ومستوى عقله فيُقيم على أساس ذلك لا على أساس الرصيد المالي أو الجاه الاجتماعي أو الملابس والظاهر الأخرى لأن كل هذا يمكن للإنسان أن يتظاهر فيه بما هو غير الواقع، ولكن الكلام إنما هو نتيجة مستوى التفكير ومقدار العقل والاستيعاب وتحليل المواقف المواجهة فهو أدق ما يكشف عن شخصية الإنسان.
هذا كله في المواقف الطبيعية لا الأدوار التي يحتاج الإنسان للقيام بها لغاية معينة مع المحافظة التامة على أن لا تخرج به عن الإطار الصحيح للإنسان الملتزم[1].
الهوامش:
[1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص 144 - 145.