من تفسير الإمام علي (عليه السلام): من تفسير سورة يوسف الآيتان (24، 49)

مقالات وبحوث

من تفسير الإمام علي (عليه السلام): من تفسير سورة يوسف الآيتان (24، 49)

4K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 01-12-2021

بقلم: الدكتور خليل خلف بشير

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
وبعد:
روي عن أمير المؤمنين عليه السلام في تفسير قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾ -  الآية / 24 قال (عليه السلام): ((﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ﴾ قال : طمعت فيه، فقامت إلى صنم مكلل بالدر والياقوت، في ناحية البيت، فسترته بثوب أبيض بينها وبينه، فقال : أي شئ تصنعين؟ فقالت: استحي أنا من إلهي أن يراني على هذه السوءة فقال يوسف : تستحيين من صنم لا يأكل ولا يشرب ولا أستحي أنا من إلهي الذي هو قائم على كل نفس بما كسبت؟ ثم قال : لا تنالينها مني أبدا وهو البرهان))[1].

2- وأحياناً يلجأ إلى تفسير القرآن بالقرآن كما في تفسيره (يعصرون) في قوله تعالى ﴿ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ﴾- الآية /49 بـ (يمطرون) مستدلاً بقوله تعالى﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا ﴾- النبأ / الآية 14، إذ يقول المجلسي : ((وروي أن رجلا قرأ على أمير المؤمنين عليه السلام قوله تعالى ﴿  ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ﴾- الآية /49، قال : ويحك أي شيء يعصرون يعصرون الخمر؟ فقال الرجل : يا أمير المؤمنين فكيف؟ فقال : إنما أنزل الله عز وجل﴿ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ﴾ [2] أي فيه يمطرون وهو قوله : ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا﴾[3]))[4].

3- وفي قوله تعالى: ﴿ أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾-  الآية/107، سئل (عليه السلام) :كيف تقوم الساعة؟ ((فقال (عليه السلام) : من علامات الساعة يظهر صائح في السماء ونجم في السماء له ذنب في ناحية المغرب ويظهر كوكبان في السماء في المشرق ثم يظهر خيط أبيض في وسط السماء وينزل من السماء عمود من نور ثم ينخسف القمر ثم تطلع الشمس من المغرب فيحرق حرها شجر البراري والجبال ثم تظهر من السماء فتحرق أعداء آل محمد حتى تشوي وجوههم وأبدانهم ثم يظهر كف بلا زند وفيها قلم يكتب في الهواء والناس يسمعون صرير القلم وهو يقول : واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا، فتخرج يومئذ الشمس والقمر وهما منكسفتا النور فتأخذ الناس الصيحة، التاجر في بيعه والمسافر في متاعه والثوب في مسداته والمرأة في غزلها،وإذا كان الرجل بيده طعام فلا يقدر أكله، ويطلع الشمس والقمر وهما أسودا اللون وقد وقعا في زوال خوفا من الله تعالى وهما يقولان : إلهنا وخالقنا وسيدنا لا تعذبنا بعذاب عبادك المشركين وأنت تعلم طاعتنا والجهد فينا وسرعتنا لمضي أمرك وأنت علام الغيوب، فيقول الله تعالى : صدقتما ولكني قضيت في نفسي أني أبدأ وأعيد وأني خلقتكما من نور عزتي فيرجعان إليه فيبرق كل واحد منهما برقة تكاد تخطف الأبصار ويختلطان بنور العرش فينفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا ما شاء الله تعالى، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون فإنا لله وإنا إليه راجعون. قال الراوي : فبكى علي (عليه السلام) بكاء شديدا حتى بلّ لحيته بالدموع ثم انحدر عن المنبر وقد أشرفت الناس على الهلاك من هول ما سمعوه))[5].[6].

الهوامش:
[1]- كنز العمال 2/440.
[2]-  الآية 49 من سورة يوسف .
[3]- الآية 14 من سورة النبأ.
[4]- بحار الأنوار 89/61. وذكر القمي في تفسيره 1/346 قال الرجل يا أمير المؤمنين كيف اقرؤها؟ قال إنما نزلت ﴿عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ﴾ أي يمطرون بعد سنين المجاعة والدليل على ذلك قوله: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا﴾.
[5]- إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب 2/183-184.
[6]لمزيد من الاطلاع ينظر: من النتاج الفكري لأمير المؤمنين عليه السلام تفسيره المغيب للقرآن الكريم وادعيته العلوية للدكتور خليل خلف بشير، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، ص 77 - 79.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2927 Seconds