من أخلاق الإمام علي (عليه السلام) قوله: ((خالطوا الناسَ مُخالطةً إنْ متّمْ مَعَهَا بَكَوا عليكم، وإنْ عشتم حَنّوا اليكم))

سلسلة قصار الحكم

من أخلاق الإمام علي (عليه السلام) قوله: ((خالطوا الناسَ مُخالطةً إنْ متّمْ مَعَهَا بَكَوا عليكم، وإنْ عشتم حَنّوا اليكم))

11K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 12-02-2022

بقلم: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان

((الحمد لله وإن أتى الدّهرُ بالخطب الفادحِ، والحدثِ الجليلِ، وأشهدُ أن لا إله إلّا الله ليس معه إله غيرهُ وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله))
أما بعد:
قال أمير المؤمنين عليه السلام ((خالطوا الناسَ مُخالطةً إنْ متّمْ مَعَهَا بَكَوا عليكم، وإنْ عشتم حَنّوا اليكم)).
الدعوة الى إقامة علاقات اجتماعية حميدة، طيّبة، بحيث إذا مات الإنسان بكاه الناس لما يجدون من ألم الفراق وحرقة المصاب. وإن عاش معهم – ولو لم يكن قريباً منهم بجسمه – اشتاقوا إليه وأحبّوا لقاءه وودّوا صحبته.
وهذا لا يتم بالهيّن بطبيعة الحال بل بجهد جهيد خصوصاً إذا لاحظنا الاختلاف في الطبايع والأمزجة والحالات التي يتقلب فيها الإنسان من حسن الى أحسن أو أسوأ مما يصعب معه المحافظة على نمط في العلاقة ثابت وشكل موحد.
لكن إذا تعوّد الإنسان أول أمره ومبتدأ نشأته التعامل بالمعاني الإيجابية التي يأنسون بها فحتماً سيحبونه ويحنّون إليه ويبكون عليه.
وهو من ذلك لا يجد كثير معاناة او مشقة في ذلك لأنه تدرج عليه وتدرب فوجد أثره الطيّب وما اكسبه إياه من حالة طيّبة، وربما يمتد الأمر فيشمل الحنين والشوق الى المنتسبين إليه أيضاً، كل ذلك تخليداً لذكرى منْ خالطهم مخالطة حسنة وعاشرهم معاشرة تتسم بالمحبة والروح الأخوية البعيدة عن رصد المخالفات والوقوف – كثيراً – عندها[1].

الهوامش:
[1] لمزيد من الاطلاع ينظر: أخلاق الإمام علي عليه السلام: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان، ج1، ص 166 - 167.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.3137 Seconds