من آثار إخراج الإمام الحسين عليه السلام عياله إلى كربلاء في الإسلام . الأثر الثالث: إن الحسين وعياله عليهم السلام خير أمة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ وشاهده القرآني

مقالات وبحوث

من آثار إخراج الإمام الحسين عليه السلام عياله إلى كربلاء في الإسلام . الأثر الثالث: إن الحسين وعياله عليهم السلام خير أمة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ وشاهده القرآني

3K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 17-09-2022

بقلم : السيد نبيل الحسني الكربلائي.

لعل المرء يتوقف متأملاً في هذا الأثر الذي حققه إخراج الحسين عليه السلام لعياله إلى أرض المعركة، ألا وهو كونهم من أهم الأدوات التي عملت على إحياء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على طول الدهر.
إذ ينحصر دور المرأة غالباً في الاهتمام بشؤون الأسرة ، وإن سنح لها المجال ببعض الوقت وهي في خضم تلك المسؤوليات الجسيمة بين جهادها بحسن التبعل وبين مستلزمات أبنائها أن تمارس هذا الدور في الأسرة من خلال تنشئة أبنائها على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي لا يتعدى في هذه الحال عن مجموعة من الأوامر والنواهي والمرغبات والمحذّرات عن القيام ببعض الأعمال أو ترك بعض الأفعال للأبناء دون أن تلفظ المرأة هذه المفردات ، وأعني بها (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) في مسامع أبنائها.
والعلة في ذاك محصورة بين رؤية الأم أو الأب لتصرفات الأبناء ضمن نطاق الحسن والقبيح ومدلولاتهما التربوية والأخلاقية.
لكننا هنا: في أرض الطف نلمس نوعا جديداً من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يظهر في المجتمع الإسلامي الذي أصبح فيه المسلم يرى المنكر معروفا والمعروف منكراً، ذلك المجتمع الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن حاله حينما توجه إلى أصحابه قائلاً:
«كيف بكم إذا فسدت نساؤكم وفسق شبابكم ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر» ؟!!.
فقيل له: ويكون ذلك يا رسول الله؟ فقال:
«نعم، وشر من ذلك !! كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف» ؟!!.
فقيل له: يا رسول الله ويكون ذلك؟!! قال:
«نعم، وشر من ذلك!!، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً» ؟!!([1]).

وعليه:
لزم أن تكون هناك أدوات فاعلة ومؤثرة تحيي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتصحح الأذهان في تشخيصها للمعروف والمنكر فتأمر بالأول وتنهى عن الثاني.
ولذا: نجد أن سيد الشهداء عليه السلام حينما خرج بعياله قد أشركهم في الهدف من هذا الخروج وأدخلهم في الغاية من تحركه فقال عليه السلام:
«إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالما إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر»([2]).
فكانوا مصداق قوله تعالى:
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} ([3]).

ولعل الباحث أو القارئ حينما يستعرض تاريخ الأمم ومسيرة الأديان لا يجد أمة كالحسين وعياله عيهم السلام قد خرجت وأُخرجت للناس، وقد قدمت أرواحها ودماءها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبالكيفية التي جرت في عاشوراء وبالصورة التي شهدتها كربلاء.
وإذا كان إبراهيم الخليل عليه السلام {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ([4])، فكيف لا يكون الحسين وعياله عليهم السلام أمة قانتين لله تعالى في إقامة المعروف والنهي عن المنكر؟!!. يتبع [5].

الهوامش:
([1]) الكافي للكليني: ج5، ص59، ح14؛ المعجم الأوسط للطبراني: ج20، ص172، ح11381.
([2]) بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج44، ص329.
([3]) سورة آل عمران، الآية: 110.
([4]) سورة النحل، الآية: 120.
[5] لمزيد من الاطلاع ينظر : سبايا آل محمد صلى الله عليه وآله ، للسيد نبيل الحسني : ص159 – 161  ، اصدار العتبة الحسينية المقدسة ، ط مؤسسة الاعلمي.ش

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2578 Seconds