بقلم السيد عبد الحسين الغريفي المشهدي
الحمد لله رب العالمين، ثم الصلاة والسلام على سيّد الخلق أجمعين سيدنا ونبيّنا أبي القاسم المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على اعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين.
وبعد:
الدنيا في خطبة له عليه السلام: وفيها ينبه على ترك الدنيا من الرسول صلى الله عليه وآله وسائر الأنبياء والمرسلين الذين هم القدوة للخلق وإعراضهم عنها
ولَقَدْ كَانَ فِي رَسُولِ اللَّه (صلى الله عليه وآله) كَافٍ لَكَ فِي الأُسْوَةِ[1] ودَلِيلٌ لَكَ[2] عَلَى ذَمِّ الدُّنْيَا وعَيْبِهَا، وكَثْرَةِ مَخَازِيهَا ومَسَاوِيهَا، إِذْ قُبِضَتْ عَنْه أَطْرَافُهَا، ووُطِّئَتْ لِغَيْرِه أَكْنَافُهَا، وفُطِمَ عَنْ رَضَاعِهَا، وزُوِيَ عَنْ زَخَارِفِهَا[3]
شرح الألفاظ الغريبة:
الأسوة: القدوة؛ الأكناف: الجوانب؛ زُوِيَ: قبض[4].
الشرح:
الرسول صلى الله عليه وآله وسائر الأنبياء والمرسلين الذين هم القدوة للخلق وإعراضهم عنها، وعلى كونهم محل الأسوة الكافية لهم في ذلك وهو قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[5] الآية، والدليل التام على ذمها وعيبها وكثرة مساويها ومخازيها. وأشار بقوله: ((إذ قبضت عنه أطرافها)): إلى مقدمة من مقدمات الدليل على حقارتها وخبثها وذلك إلى قوله: ((وخادمه يداه))، وقبض أطرافها عنه كفاية في منعها عنه بالكلية لعدم استعداده لها وقبوله إياها، وتوطئة جوانبها لغيره كناية عن إعطائه إياها وتذليلها له كالملوك، واستعار لفظ ((الفطم)) لمنعه منها، وكذلك لفظ ((الرضاع)) لها ملاحظة لمشابهتها اللأم وله بالابن، ووجه المشابهة ظاهر[6].)([7]).
الهوامش:
[1] في نهج البلاغة للمحقق الشيخ العطار: الاسْوَة – بالكسر – وليس بالضمّ-.
[2] في نهج البلاغة للمحقق الشيخ العطار والشيخ محمد عبده: (ذلِكَ) بدل لَكَ).
[3] نهج البلاغة لصبحي صالح 226/ ضمن الخطبة رقم 160، نهج البلاغة للمحقق الشيخ العطار: 299- 300/ ضمن الخطبة رقم 160، وشرح نهج البلاغة لابن ميثم 3: 279/ ضمن الخطبة رقم 159، ونهج البلاغة للشيخ محمد عبده 1: 311.
[4] شرح الألفاظ الغريبة: 632.
[5] الأحزاب: 21.
[6] شرح نهج البلاغة لابن ميثم 3: 284/ شرح الخطبة رقم 159.
([7]) لمزيد من الاطلاع ينظر: الدنيا في نهج الإمام علي عليه السلام: السيد عبد الحسين الغريفي، ط: مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة: ص 169-170.