نبذة عن الكتاب:
إنَّ أخطر ما تتعرض له النفس من المهالك، وأعظم ما يجرّها إلى التردي والضلال هو اتباع الهوى فكان مما يتخوف منه أمير المؤمنين (عليه السلام) على شيعته ومواليه فيخاطبهم:
«إِنَّمَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اثْنَتَيْنِ اتِّبَاعَ الْهَوَى وطُولَ الأَمَلِ أَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَإِنَّه يَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ وأَمَّا طُولُ الأَمَلِ فَيُنْسِي الآخِرَةَ»، وقد رّكَزَ (عليه السلام) في عهده لمالك الأشتر (رحمه الله) على وضع الوسائل التي تحول دون تسرُّع النفس إلى هواها، ولذا نجده يوجب على مالك الأشتر اتباع هذه الوسائل، فيقول (عليه السلام): «والْوَاجِبُ عَلَيْكَ أَنْ تَتَذَكَّرَ مَا مَضَى لِمَنْ تَقَدَّمَكَ، مِنْ حُكُومَةٍ عَادِلَةٍ، أَوْ سُنَّةٍ فَاضِلَةٍ، أَوْ أَثَرٍ عَنْ نَبِيِّنَا (صلى الله عليه وآله)، أَوْ فَرِيضَةٍ فِي كِتَابِ اللَّه، فَتَقْتَدِيَ بِمَا شَاهَدْتَ مِمَّا عَمِلْنَا بِه فِيهَا، وتَجْتَهِدَ لِنَفْسِكَ فِي اتِّبَاعِ مَا عَهِدْتُ إِلَيْكَ فِي عَهْدِي هَذَا، واسْتَوْثَقْتُ بِه مِنَ الْحُجَّةِ لِنَفْسِي عَلَيْكَ، لِكَيْلَا تَكُونَ لَكَ عِلَّةٌ عِنْدَ تَسَرُّعِ نَفْسِكَ إِلَى هَوَاهَا» .
من هنا: فإن البحث تعرّض لدراسة المنهج الذي وضعه أمير المؤمنين (عليه السلام) في التربية النفسية والروحية عبر العهد الشريف فقدّم بذلك برنامجًا متكاملًا في الفقه الجوانحي مما يسهم في فتح نافذة جديدة لمن أراد التوسع في هذا الحقل المعرفي وصولًا إلى تحصين النفس من الرذائل ومنعها من التسرع إلى هواها.