شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (16) قال عليه السلام: مَنْ ضَيَّعَهُ الأقْرَبُ أُتِيْحَ لهُ الأَبْعَدُ

سلسلة قصار الحكم

شرح حكم الإمام علي عليه السلام الحكمة (16) قال عليه السلام: مَنْ ضَيَّعَهُ الأقْرَبُ أُتِيْحَ لهُ الأَبْعَدُ

2K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 28-10-2023

بقلم: د. قاسم خلف السكيني.

الحمد لله رب العالمين، عليه نتوكل وبه تعالى نستعين، سبحانه (الذي بطن خفيات الأمور، ودلت عليه أعلام الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره). وصلوات ربي الزاكيات، وسلامه الموفور بالخير والبركات، على خير خلقه، وخاتم رسله، محمد وعلى آله الطاهرين.

وبعد:
قال عليه السلام: مَنْ ضَيَّعَهُ الأقْرَبُ أُتِيْحَ لهُ الأَبْعَدُ[1]
أتيح له: قدر له. ولم ترد (اتيح) في النهج الا في موضعين، هنا، والموضع الاخر هو كتابه (عليه السلام) إلى أهل الكوفة حين قال في شأن عثمان بن عفان: (أن الناس طعنوا عليه فكنتُ رجلاً من المهاجرين أكثر استعتابه، وأقل عتابه، وكان طلحة والزبير أهون سيرهما فيه الوجيف[2]، وأرفق حدائهما العنيف، وكان من عائشة فيه فلتة غضب، فاتيح له قوم فقتلوه ….)[3] والمعنى العام لهذه الحكمة أن من أهمله أقاربه قدر الله له الغرباء للعناية به (أي قدر لمنفعته ومعونته لوجوب ذلك في عناية الله)، وفي شرح ابن أبي الحديد: (أن الإنسان قد ينصره من لا يرجو نصره وإن أهمله أقربوه وخذلوه فقد تقوم به الأجانب من الناس وقد وجدنا ذلك في حق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ضيعه أهله ورهطه من قريش وخذلوه وتمالئوا عليه فقام بنصره الأوس والخزرج وهم أبعد الناس نسبا لأنه من عدنان وهم من قحطان وقامت ربيعة بنصر علي (عليه السلام) في صفين وهم أعداء مضر الذين هم أهله ورهطه)، ومع أن ما جاء به ابن أبي الحديد فيه توثيق تأريخي إلا أن الإمام (عليه السلام) نصره المسلمون الحقيقيون كالهمدانيين وبعض ربيعة، ولا يمكن تعميم الحكم على جميع ربيعة ولا تعميم الحكم بالخذلان على جميع قريش)[4].

الهوامش:
[1] وردت دون خلاف في: العيون ص 457، والدستور ص 29، والحدائــق 2/75، وشرح الغرر 20/285 والمنهاج 3/261، والترجمة 2/441، وشرح ابن أبي الحديد 18/75، وشرح البحراني 5/117، والمصباح ص 587.
[2] المصباح: ص471، و الوجيف: ضرب من سير الإبل والخيل: صحاح الجوهري: (وجف).، والعنف ضد الرفق: الصحاح: (عنف) والفلتة: البغتة من غير تروٍ: الصحاح:( فلت).
[3] (مجمع الأمثال) 2/ 454.
[4] لمزيد من الاطلاع ينظر: شرح حكم الإمام علي وتحقيقها من شروح نهج البلاغة: للدكتور قاسم خلف مشاري السكيني، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص41-42.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2878 Seconds