من ألفاظ الحياة الاجتماعية في نهج البلاغة الفاظ قيود الإبل وأزمتها: 1- زمام قال عليه السلام: ((وَلاَ سَلِسَ الزِّمَامِ لِلْقَائِدِ))

أثر نهج البلاغة في اللغة والادب

من ألفاظ الحياة الاجتماعية في نهج البلاغة الفاظ قيود الإبل وأزمتها: 1- زمام قال عليه السلام: ((وَلاَ سَلِسَ الزِّمَامِ لِلْقَائِدِ))

377 مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 07-09-2024

بقلم: د. حسام عدنان الياسري.

الحمد لله الذي علا بحوله، ودنا بطوله، مانع كل غنيمة وفضل، وكاشف عظيمة وأزل، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الاطهار.

وبعد:
الزِّمام الخيط أو الحَبْل الذي يوضع في أنف النّاقة([1]). وهو الذي يجعل في بُرَّة النّاقة أو البعير، أو في خِشَاشتهما، ثم يُشَدُّ في طرفه المِقْود([2]). ورّبما سُمِّي المقودُ زماماً([3]). وقد شاع استعمال مفردة (زمام) باشتقاقات متعددة في نهج البلاغة، فقد استعملت لفظة (أزِمّة) بصيغة الجمع على (أَفْعِلَة) ثمان مرات؛ اثنتان منها أُضِيْفَت فيها المفردة إلى ضمير الغائبة، وواحدة إلى ضمير المخاطب. في حين جاءت لفظة (زِمَام) بصيغة المفرد سبع مرات ثنتان منها مضافة إلى ضمير الغائبة، وواحدة مضافة إلى ضمير الغائب([4])، وذلك للدلالة على (زِمَام) الدّواب التي تقاد بها، ولكنه (عليه السلام) أخذه من هذا المجال الدلالي إلى مجالات أخرى، على سبيل تشبيهها بالإبل التي تُقَاد بأزِمتِها. ومن ذلك قوله في سياق حديثه عن شجاعته وعدم وهنه مخاطباً أخاه (عقيلاً): ((... وَلاَ تَحْسَبَنَّ ابْنَ أَبِيكَ ـ وَلَوْ أَسْلَمَهُ النَّاسُ ـ مُتَضَرِّعاً مُتَخَشِّعاً، وَلاَ مُقِرّاً لِلضَّيْمِ([5])وَاهِناً ([6])، وَلاَ سَلِسَ الزِّمَامِ لِلْقَائِدِ...))([7]). يريد أنّه (عليه السلام) ليس بالسّهولة التي يتصورها الاعداء حتى وأنْ أسلمه الناس وتخلّوا عنه، فإنّه لا يُقِرّ للظلم ولا للضَّعْف يكون سهل القياد. فاستعمل لفظ (الزِّمَام)؛ من باب نفي التَّشَبّه بالبَعِيْر الذَّلُول الذي يَسْهُلُ قياده، ولهذا قال: ((وَلاَ سَلِسَ الزِّمَام...)). أي ليس من الهيَّن قيادة وتَوْجِيهه حسبما يريد الآخرون. وقد أشار الشُّرَّاح إلى نظير هذا المعنى في كلامه (عليه السلام) المتقدم([8]).)([9]).

الهوامش:
([1]) ينظر: العين (زم): 7/354، وتهذيب اللغة (زم): 13/121.
([2]) ينظر: جمهرة اللغة (زمم): 1/131، ولسان العرب (زمم): 12/272، وتاج العروس (زمم): 32/328.
([3]) ينظر: المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة: 202.
([4]) نفسه: 202.
([5]) الضّيْم الظّلْم. ينظر: لسان العرب (ضيم): 12/359.
([6]) الوَهْن الضَّعْفُ. ينظر: لسان العرب (وهن): 13/453.
([7]) نهج البلاغة: ك/ 36:
([8]) ينظر: شرح نهج البلاغة (ابن أبي الحديد): 16/118، وشرح نهج البلاغة (البحراني): 5/300، والديباج الوضي: 5/2407.
([9]) لمزيد من الاطلاع ينظر: ألفاظ الحياة الاجتماعية في نهج البلاغة: للدكتور حسام عدنان رحيم الياسري، ط: العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة: ص 91-92.

المقالة السابقة المقالة التالية
ادارة الموقع

ادارة الموقع

Execution Time: 0.2737 Seconds