بقلم: الدكتور سحر ناجي المشهدي
الحمد لله الأول قبل الإنشاء، والآخر بعد فناء الأشياء، أحمده استتمامًا لنعمته، واستعصاماً من معصيته، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على من اصطفى من الخلق أجمعين سيدنا ونبينا محمد وآل الطاهرين..
اما بعد:
ورد هذا الاسم في كلام الامام علي عليه السلام مرتين، ليدل على:
1) المعنى الحقيقي، وذلك في قوله في صفة خلق ادم: «وَعَهْدَ وَصِيَّتِهِ إِلَيْهمْ، في الاْذْعَانِ بالسُّجُودِ لَهُ، وَالخُنُوعِ لِتَكْرِمَتِهِ، فَقَالَ عزَّمِن قائِل: اسْجُدُوا لاِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ وَقَبِيلَهُ، اعْتَرَتْهُمُ الحَمِيَّةُ، وَغَلَبَتْ عَلَيْهِمُ الشِّقْوَةُ، وَتَعَزَّزُوا بِخِلْقَةِ النَّارِ، وَاسْتَوْهَنُوا خَلْقَ الصَّلْصَالِ، فَأَعْطَاهُ اللهُ تَعالَى النَّظِرَةَ اسْتِحْقَاقاً لِلسُّخْطَةِ»[1].
استحقاقا: مفعول لاجله نكرة وعامله الفعل أعطى.
وجاء الفعل (صَلْصَّلَت) في قوله: «ثُمَّ جَمَعَ سُبْحَانَهُ مِنْ حَزْنِ الأرض وَسَهْلِهَا، وَعَذْبِهَا وَسَبَخِهَا، تُرْبَةً سَنَّهَا بالمَاءِ حَتَّى خَلَصَتْ، وَلاَطَهَا بِالبَلَّةِ حَتَّى لَزَبَتْ فَجَبَلَ مِنْها صُورَةً ذَاتَ أَحْنَاء وَوُصُول، وَأَعْضَاء وَفُصُول: أَجْمَدَهَا حَتَّى اسْتَمْسَكَتْ، وَأَصْلَدَهَا حَتَّى صَلْصَلَتْ»[2].
فجعلها جامدة بعد ما كانت رطبة لينة فصارت لها إستمساك وقوام، فجعلها متينة فصارت صلصالاً يابساً يسمع صوتها في النقر كصلصلة الحديد، فحصول الصّلصالية بعد الصلود فالنتن يرتفع بحصول الجمود [3].
وقيل: الصّلصَّال هو المُنْتَن من قولهم صَلَّ اللحم وأصله إذا أنتن. وقيل هو الطَّين اليابس الذي يُصلصَل وهو غير مطبوخ، واذا طبخ فهو فخار، وقيل اذا توهمت في صوته مداً فهو صليل، واذا توهمت فيه ترجيعاً فهو صلصلة، ولاطها بالبلة أي خلطها بالرطوبة ومزجها بها[4])([5]).
الهوامش:
[1] نهج البلاغة: خ 1، 10.
[2] خ 1، 10.
[3] ظ: منهاج البراعة: 2 / 33.
[4] ظ: شرح نهج البلاغة: البحراني: 1 / 216.
([5]) لمزيد من الاطلاع ينظر: المعجم الاقتصادي في نهج البلاغة، للدكتورة سحر ناجي المشهدي، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة في العتبة الحسينية المقدسة، ص 239-240.