أعلنت مؤسسة علوم نهج البلاغة التابعة للعتبة الحسينية المقدسة عن إصدارٍ جديد يثري المكتبة اللغوية والبلاغية، وذلك ضمن سلسلة "الرسائل والأطاريح الجامعية"، بعنوان: "التوجيه البلاغي لروايات نهج البلاغة"، من تأليف الأستاذ أركان رفيق عويد المنهلاوي (دام توفيقه).
ويُعدّ هذا الكتاب دراسةً فريدة في موضوع قلّما طُرق، إذ يسلّط الضوء على التوجيه البلاغي في روايات نهج البلاغة، ذلك الكتاب الخالد الذي يضم خطب وكلمات أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام)، وما تحمله من عمق بياني ودقة لغوية لافتة.
وعن دوافع اختيار موضوع الدراسة، يوضح المؤلف النقاط الآتية:
1. يبيّن الباحث أن دراسات التوجيه غالبًا ما اقتصرت على القرآن الكريم وقراءاته، فيما لم تحظَ النصوص الأخرى — ككتب الحديث والشعر والنثر — بالعناية الكافية في هذا الباب، رغم أهمية التوجيه البلاغي في إثراء الدراسات اللغوية. ويرى الباحث أن التوجه نحو نصوص أخرى، وفي مقدمتها نهج البلاغة، يسهم في توسيع مجال هذا الفن وإغناء مفاهيمه.
2. كما لاحظ المؤلف خلال مطالعاته تعدّد الروايات في نهج البلاغة، وهي ظاهرة تستحق الوقوف عندها؛ إذ طرح تساؤلات جوهرية حول مدى صحة هذه الروايات، وما إذا كانت جميع ألفاظها تعود للإمام علي (عليه السلام)، أم أن بعضها نُقل بالمعنى أو تسللت إليه أخطاء النسّاخ. وبعد بحثٍ واسع، وجد أن هذا الجانب لم يُدرس دراسة مستقلة رغم كثرة الشروح والتحقيقات المتعلقة بنهج البلاغة، وأن جانب اختلاف الروايات وتوجيهها — وخصوصًا التوجيه البلاغي — لم ينل نصيبه من البحث العلمي إلا في دراسات قليلة جدًا.
يمثّل هذا الإصدار إضافة مهمة للدارسين والمهتمين باللغة والبلاغة وعلوم نهج البلاغة، ويكشف عن آفاق جديدة في فهم نصوص الإمام علي (عليه السلام) من زاوية بلاغية تحليلية متقدمة