يتناول هذا الكتاب السمات الأسلوبية لصورة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في نهج البلاغة, وقد قسم المؤلف الكتاب على وفق ما جاءت به الأسلوبية التطبيقية منهجا, فقد كان التمهيد لبيان مصطلح الأسلوب وعلاقته بالأسلوبية التطبيقية, ثم تلاه بفصول جاء الأول منها: في الأسلوبية الصوتية بيّن فيها المؤلف الأصوات التي جاء بها المبدع بتواشج دلاليٍّ وتميزٍ مثيرٍ ومؤثرٍ في رسم الصورة النبوية الشريفة, وجعله على مبحثين: الأول للأصوات المفردة والثاني في أسلوبية الإيقاع وما له من أثر مميز في رسم الصورة وتأثيرها وإمتاعها.
أما الفصل الثاني فقد خُصص للأسلوبية التركيبية وبحث فيه الأساليب التركيبية في كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) في رسم صورة نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله) وقسمه على ثلاثة مباحث: تناول في الأول الجملة من حيث طولها وقصرها وعلاقتها برسم تلك الصورة, وما في ذلك من فرادة الأسلوب وما أعطاه تركيبها من أسلوب اختص به المبدع, وخصص الثاني في الأساليب، كأسلوب الاستفهام والنداء والتعجب وغيرها, أما الثالث فكان لظواهر أسلوبية أخرى بينت الصورة النبوية في أسلوب فريد ومميز.
وتناول الفصل الثالث الأسلوبية البيانية, وفيها كشف صوراً إبداعية للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وجعله في ثلاثة مباحث الأول منها كان للأسلوبية التشبيهية التي تناول فيها الصور التشبيهية لصورة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله), وأما الثاني فكان للأسلوبية الاستعارية التي تناول فيها أسلوبية الاستعارة في الصورة النبوية الشريفة, أما الثالث الأسلوبية الكنائية التي تناول فيها الباحث أسلوبية الصورة الكنائية لصورة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله).
وفي الختام تبين أن الأسلوب لدى الإمام (عليه السلام) – في رسم الصورة النبوية الشريفة – فيه سمة الحوار الافتراضي والسؤال يثار به المتلقي ويجيب عنه المبدع في النص بطريقة المفاجأة الأسلوبية, ويمثل المبدع في هذا الحوار دور السائل والمجيب وكأنه يقرأ ذهن المتلقي فيتصرف فيه كما يشاء في الإقناع والإمتاع والإثارة بغض النظر عن عناد المتلقي وإنكاره للحق, وهل بعد الحق إلا الضلال المبين. وكذلك الترابط الواضح بين النصوص في الألفاظ والدلالة وإيحاءاتها التصويرية يعطي صورة أنها تنبع من سراج مبدع واحد وهو أمير المؤمنين (عليه السلام) وأنها حقّا تمثل شخصية واحدة لا تناقض في جوانبها التي تصورها للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ومنه يستنتج ضمنا أن نصوص نهج البلاغة هي لشخص واحد وأنها ببلاغتها ومستواها الأسلوبي والتصويري والفكري تتناسب مع شخص أمير المؤمنين (عليه السلام).