الباحث: محمد حمزة الخفاجي
قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
(وقَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللَّه (صلى الله عليه وآله) بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ والْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ، وَضَعَنِي فِي حِجْرِه وأَنَا وَلَدٌ يَضُمُّنِي إِلَى صَدْرِه، ويَكْنُفُنِي فِي فِرَاشِه ويُمِسُّنِي جَسَدَه، ويُشِمُّنِي عَرْفَه، وكَانَ يَمْضَغُ الشَّيْءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيه، ومَا وَجَدَ لِي كَذْبَةً فِي قَوْلٍ ولَا خَطْلَةً فِي فِعْلٍ، ولَقَدْ قَرَنَ اللَّه بِه (صلى الله عليه وآله) مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِه، يَسْلُكُ بِه طَرِيقَ الْمَكَارِمِ، ومَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَيْلَه ونَهَارَه، ولَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُه اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّه، يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِه عَلَماً، ويَأْمُرُنِي بِالِاقْتِدَاءِ بِه، ولَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ، فَأَرَاه ولَا يَرَاه غَيْرِي، ولَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ فِي الإِسْلَامِ، غَيْرَ رَسُولِ اللَّه (صلى الله عليه وآله) وخَدِيجَةَ وأَنَا ثَالِثُهُمَا، أَرَى نُورَ الْوَحْيِ والرِّسَالَةِ وأَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ، ولَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْه (صلى الله عليه وآله) فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّه مَا هَذِه الرَّنَّةُ، فَقَالَ هَذَا الشَّيْطَانُ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِه، إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وتَرَى مَا أَرَى، إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ ولَكِنَّكَ لَوَزِيرٌ، وإِنَّكَ لَعَلَى خَيْرٍ)[1].
كانت الملازمة بين رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) منذ طفولته (عليه السلام) فقد اختار الله لوليه ووصي نبيه هذا الأمر وهو أن تكون تربيته على يد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما للوصي من قابلية عجيبة في تلقي تلك العلوم الربانية.
قال أبو الفرج الأصفهاني: (كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخذ عليا من أبيه وهو صغير في سنة أصابت قريشا وقحط نالهم، وأخذ حمزة جعفرا، وأخذ العباس طالبا ليكفوا أباهم مؤنتهم ويخففوا عنه ثقلهم، وأخذ هو عقيلا لميله كان إليه فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اخترت من اختار الله لي عليكم عليا)[2].
ففي هذه الخطبة يبين الأمام قرابته القريبة ومنزلته الخصيصة بقوله: (وقَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللَّه (صلى الله عليه وآله) بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ والْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ).
فهذه القرابة وهذه المنزلة نوضحها بعدة نقاط:
أولاً: قوله (عليه السلام): (وَضَعَنِي فِي حِجْرِه وأَنَا وَلَدٌ).
كما تضع الام جنينها وذلك لشدة القربى والمحبة بينها وبين وليدها، كذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وضعه في حجره كونه يرى نفسه بهذا الوليد والنفس اقرب شيء للإنسان.
روي عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: (كنت جالساً مع أبي ونحن زائران قبرَ جدّنا (عليه السّلام) وهناك نِسوان كثيرة، إذ أقبلَت امرأة منهنّ فقلت لها: من أنت يرحمك الله؟ قالت: أنا زيدة بنت قريبة بن العجلان من بني ساعدة، فقلت لها: فهل عندك شيء تُحدّثينا؟ فقالت: إي والله، حدّثتني أُمّي أُمّ عمارة بنت عُبادة بن نَضلَة بن مالك بن العَجلان الساعدي انّها كانت ذات يوم في نساء من العرب إذ أقبل أبو طالب كئيباً حزيناً، فقلت له: ما شأنك يا أبا طالب؟ قال: إنّ فاطمة بنت أسد في شدّة المخاض، ثمّ وضع يديه على وجهه. فبينا هو كذلك، إذ أقبل محمّد (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) فقال له: ما شأنك يا عمِّ ؟ فقال: إنّ فاطمة بنت أسد تشتكي المَخاضَ، فأخذ بيده وجاء وهي معه فجاء بها إلى الكعبة فأجلسها في الكعبة، ثمّ قال: اجلسي على اسم الله ! قال: فَطُلِقَت طَلقةً فولدت غلاماً مسروراً نظيفاً منُظّفاً لم أر كَحُسنِ وجهه فسمّاه أبو طالب علياً وحَمله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتّى أدّاه إلى منزلها)[3].
ثانياً: قوله (عليه السلام): (ويَكْنُفُنِي فِي فِرَاشِه ويُمِسُّنِي جَسَدَه)
فكل ما يصنعه النبي لوصيه انما هو دليل على قربه الروحي منه، لذا كان يجعله الى جنبه ويكنفه فراشه الذي هو محل البركات ويمسه جسده الطاهر فالله سبحانه وتعالى خلقهم من نور واحد وشجرة واحدة (قال يزيد بن قعنب ... فولدت عليا ولرسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاثون سنة، فأحبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) حبا شديدا، وقال لها: اجعلي مهده بقرب فراشي وكان (صلى الله عليه وآله) يلي أكثر تربيته وكان يطهر عليا في وقت غسله ويوجره اللبن عند شربه ويحرك مهده عند نومه، ويناغيه في يقظته ويحمله على صدره ورقبته، ويقول هذا أخي ووليي وناصري وصفيي وذخري وكهفي وصهري ووصيي وزوج كريمتي وأميني على وصيتي وخليفتي، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يحمله دائما ويطوف به جبال مكة وشعابها وأوديتها وفجاجها صلى الله على الحامل والمحمول)[4].
ثالثاً: (وَيُشِمُّنِي عَرْفَهُ)
(العَرف: الرائحة)[5].
فكان (صلى الله عليه واله) يشمه رائحته التي يصفها الامام بأنها أطيب من المسك، وبما أن الغاية من تربيته (صلى الله عله واله) لعلي (عليه السلام) هو ايصاله لذلك الخلق العظيم، فالطيب والمنظر الحسن من الأمور الاخلاقية التي تحلى بها النبي (صلى الله عليه واله) فكان يعوده على شم الريح الطيب ليكون متعطراً كما كان رسول الله صلى الله عليه واله لأن الإسلام الحنيف يأمرنا بنظافة المنظر كما يأمرنا بنظافة السرائر، فكان يقَولَ (عليه السلام): (نِعْمَ الطِّيبُ الْمِسْكُ، خَفِيفٌ مَحْمِلُهُ، عَطِرٌ رِيحُهُ)[6].
فهذا مما تعلمه من النبي حتى صار عطره عطر محمد ونوره نور محمد وشمائله شمائل محمد صلى الله عليه واله.
ففي رواية يرويها ابن شهراشوب ان رسول الله (صلى الله عليه وآله): (انه اخذ يمسح العرق عن وجه علي ويمسح به وجهه )[7].
رابعاً: قوله (عليه السلام): (وَكَانَ يَمْضَغُ اَلشَّيْءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيهِ)
فكان (صلى الله عليه وآله) يغذيه الحكمة والمعرفة كما جاء في الروايات فعن محمد بن كعب، قال: رأى أبو طالب النبي (صلى الله عليه وسلم) يتفل في فم علي أي يدخل لعاب فمه في فم علي، فقال: ما هذا يا بن أخي ؟ فقال: إيمان وحكمة فقال أبو طالب لعلي: يا بني انصر ابن عمك ووازره )[8].
وفي الأمالي روي الصدوق، عن أمير المؤمنين قال (عليه السلام): (.. يا معشر الناس، سلوني قبل أن تفقدوني، هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، هذا ما زقني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) زقا زقا، سلوني فإن عندي علم الأولين والآخرين)[9].
خامساً: قوله (عليه السلام): (وَلَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ وَلاَ يَرَاهُ غَيْرِي).
جاء في الصحيح من سيرة الإمام (عليه السلام) وقد ذكر إنه كان مع النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، حين يكون في حراء، يراه ولا يراه غيره, لم يكن (عليه السلام) مجرد متفرج على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بل كان يشاركه في تعبده وتخشعه، والذي نراه إن تعبده (صلى الله عليه واله وسلم) هو وعلي (عليه السلام) بحراء لم يكن عفويا بل كان له سبب هام جدا وهو ان الأصنام قد وضعت حول الكعبة وفيها وعليها، فلم يكن يتعبد عندها او فيها كراهة، ان يتخيل احد انه انما يسجد للأصنام او يخضع لها او انه يكن له في نفسه شيئا من الاحترام الذي يزعمونه.
ويلاحظ ان بني هاشم على رأسهم عبد المطلب وابو طالب لا يذكرون من جملة المترددين على الكعبة او في جملة الذين يصلون عندها او في جملة من كان يعظم تلك الاصنام، ربما لانهم كانوا ايضا على دين الحنيفية، ويريدون ان ينأوا بأنفسهم عن أن يتوهم في حقهم اي تقديس لتلك الاصنام)[10].
سادساً: قوله (عليه السلام): (وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ فِي اَلْإِسْلاَمِ غَيْرَ رَسُولِ اَللَّهِ( صلى الله عليه واله) وَخَدِيجَةَ وَأَنَا ثَالِثُهُمَا).
روي في كتاب (كاشف الغمة) عن عفيف الكندي قال: كنت امرءاً تاجرا فقدمت من الحج فأتيت العباس بن عبد المطلب لابتاع منه بعض التجارة وكان امرءا تاجرا فو الله اني لعنده بمنى اذ خرج رجل من خباء قريب منه، فنظر الى الشمس فلما رأها قد مالت قام يصلي.
قال: ثم خرجت امراة من الخباء الذي خرج منه ذلك الرجل فقامت خلفه فصلت، ثم خرج غلام حين راهق الحلم من ذلك الخباء فقام معه فصلى، قال فقلت للعباس من هذا يا عباس؟ قال هذا محمد بن عبد المطلب ابن اخي، قال: فقلت من هذه المرأة ؟ قال: امرأته خديجة بن خويلد، قال: فقلت: من هذا الفتى؟ قال علي بن ابي طالب ابن عمه عليه السلام قال: فقلت له ما هذا الذي يصنع؟ قال يصلي وهو يزعم انه نبي ولم يتبعه على امره الا امرأته وابن عمه هذا الفتى، وهو يزعم انه ستفتح له كنوز كسرى وقيصر، وكان عفيف وهو ابن عم الاشعث ابن قيس يقول بعد ذلك وقد اسلم وحسن اسلامه: لو كان رزقني الله الإسلام فأكون ثانيا مع علي عليه السلام)[11].
فعلي أول من أسلم من الرجال وجاء في هذا المورد عدة روايات ومنها قال أبو جعفر محمد بن علي، عن ابن عباس، قال: قال أبو موسى: (علي أول من أسلم)[12].
وجاء في مناقب ابن شهراشوب (وقد سئل: متى أسلم علي؟ قال: ومتى كفر إلا أنه جدد الاسلام)[13].
سابعاً: قوله (عليه السلام): (أَرَى نُورَ اَلْوَحْيِ وَاَلرِّسَالَةِ)
وهذا الأمر كاشف عن علو قدره وعظيم مقامه، فقد روى عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، قال كان علي (عليه السلام) يرى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل الرسالة الضوء ويسمع الصوت، وقال له (صلى الله عليه وآله) (لولا أنى خاتم الأنبياء لكنت شريكا في النبوة، فإن لاتكن نبيا فإنك وصى نبي ووارثه، بل أنت سيد الأوصياء وامام الأتقياء)[14].
وجاء في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد أنه (عليه السلام) كان يقول: (كنت أسمع الصوت وأبصر الضوء سنين سبعا، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) حينئذ صامت ما أذن له في الانذار والتبليغ)[15].
ثامناً: قوله (عليه السلام): (وَأَشُمُّ رِيحَ اَلنُّبُوَّةِ).
ليس كل انسان يشم هذا الريح فهذا العطر خاص لا يشمه أي انسان وإنما يشمه من كانت له خصوصية كالأنبياء والأوصياء، وقد كان نبي الله يعقوب يشم ريح يوسف من عدة فراسخ، وقد حكى الله عن هذا بقوله، {إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ}[16].
(تفندون أي تنسبوني إلى الفند، وهو نقصان عقل يحدث من الهرم)[17].
وورد: (إن يعقوب وجد ريح قميص يوسف من مسيرة عشر ليال)[18].
فالإمام علي (عليه السلام) يمتلك هذه الشامة القوية المتصلة بالغيب الالهي، كذلك ابنائه الطيبين الحسن والحسين (عليهم السلام) كانوا يميزونها وحديث الكساء خير شاهد، فكل من يدخل دار فاطمة كان يميز تلك الرائحة.
تاسعاً: قوله (عليه السلام): (وَلَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ اَلشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ اَلْوَحْيُ عَلَيْهِ صلى الله عليه واله فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَا هَذِهِ اَلرَّنَّةُ فَقَالَ هَذَا اَلشَّيْطَانُ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ وَ تَرَى مَا أَرَى).
جاء في شرح المعتزلي من مسند أحمد بن حنبل عن عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) قال: (كنت مع رسول اللَّه (صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم) صبيحة الليلة التي أسرى به فيها وهو بالحجرة يصلَّي فلمّا قضى صلاته وقضيت صلاتي سمعت رنّة شديدة فقلت: يا رسول اللَّه ما هذه الرنّة: قال: ألا تعلم هذه رنّة الشيطان علم أنّي اسرى في الليلة إلى السماء فأيس من أن يُعبَد في هذه الأرض)[19].
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (رن إبليس أربع رنات: أولهن، يوم لعن، وحين اهبط إلى الأرض، وحين بعث محمد صلى الله عليه وآله على حين فترة من الرسل، وحين أنزلت أم الكتاب)[20].
فكل هذه الكرامات التي اعطيت لأمير المؤمنين تكشف لنا عظيم قدره، قال أبو عبد الله (عليه السلام): (الأنبياء والمرسلون على أربع طبقات: فنبي منبأ في نفسه لا يعدو غيرها، ونبي يرى في النوم ويسمع الصوت ولا يعاينه في اليقظة، ولم يبعث إلى أحد وعليه إمام مثل ما كان إبراهيم على لوط عليهما السلام، ونبي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين الملك، وقد ارسل إلى طائفة قلوا أو كثروا، كيونس قال الله ليونس: " وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون " قال: يزيدون: ثلاثين ألفا وعليه إمام، والذي يرى في نومه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة وهو إمام مثل اولي العزم وقد كان إبراهيم عليه السلام نبيا وليس بإمام حتى قال الله: " إني جاعلك للناس إماما قال: ومن ذريتي فقال الله: لا ينال عهدي الظالمين " من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما )[21].
عاشراً: قوله (عليه السلام): (إِلاَّ أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ وَلَكِنَّكَ لَوَزِيرٌ وَإِنَّكَ لَعَلَى خَيْرٍ).
فمزلة علي من رسول الله كمنزلة هارون من موسى، وهذا ما جاء عن لسان النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وحديث المنزلة مشهور ذكره الإمام في عدة مواطن كيوم المواخاة ويوم مولد الحسن والحسين وفي يوم خيبر وغيرها من المواطن الاخرى.
فبهذا الحديث ثبت لعلي جميع ما ترتب لموسى وهارون ما عدى أمر النبوة فعلي وصي رسول الله.
عن أنس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان خليلي ووزيري وخليفتي في أهلي وخير من اترك بعدي من ينجز موعدي ويقضي ديني علي بن أبي طالب)[22].
وعن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه ( عليهم السلام )، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): يا علي، أنت مني بمنزلة هبة الله من آدم، وبمنزلة سام من نوح، وبمنزلة إسحاق من إبراهيم، وبمنزلة هارون من موسى، وبمنزلة شمعون من عيسى، إلا أنه لا نبي بعدي، يا علي، أنت وصيي وخليفتي، فمن جحد وصيتك وخلافتك فليس مني ولست منه، وأنا خصمه يوم القيامة )[23].
فعلي نفس النبي وهذا الأمر يوضح أولويته فأي شيء أقرب من النفس لذا أوصانا بحبه واتباعه.
الهوامش:
[1] - الخطبة: 192، ت صبحي الصالح.
[2] - مقاتل الطالبيين، أبي الفرج الأصفهاني، ص15.
[3] - مناقب علي ابن ابي طالب، (عليه السلام)، ابن المغازلي، ص26 .
[4] - كشف الغمة في معرفة الائمة، ج1، ص62 .
[5] - لسان العرب، ج9، ص240.
[6] - نهج البلاغة، الحكمة: 397، ص546.
[7] - مناقب ال ابي طالب، ابن شهراشوب، ج2، ص60 .
[8] - شرح احقاق الحق، السيد المرعشي، ج22، ص520 .
[9] - الأمالي، الشيخ الصدوق، ص422.
[10]- الصحيح من سيرة الامام علي ج1 ص112.
[11]- كشف الغمه في معرفة الأئمة علي ابن أبي الفتح ، ج1 ص83 . في سبقه للإسلام .
[12] - الأمالي، الشيخ الطوسي، ص274، ح60.
[13] - مناقب آل أبي طالب، ج1، ص292.
-[14] شرح بن ابي الحديد ج13 ، ص 210 .
[15] - شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج1، ص15.
[16] - يوسف: 94 .
[17] - التفسير الأصفي، الفيض الكاشاني، ج1، ص588.
[18] - التفسير الأصفي، ج1، ص587.
[19]- شرح نهج البلاغة – ابن أبي الحديد ، ج13 ، ص209 .
[20]- الخصال، الشيخ الصدوق، ص263 .
[21]- الكافي - الشيخ الكليني ، ج1، ص175، ح1، (باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمة عليهم السلام).
[22] - مناقب آل أبي طالب، ابن شهرآشوب، ج2، ص256.
[23] - الأمالي، الشيخ الصدوق، ص101 .