الإمام علي (عليه السلام) أول من صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله).

الملازمة بين النبي والوصي عليهما السلام

الإمام علي (عليه السلام) أول من صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله).

13K مشاهدة | تم اضافته بتاريخ 24-04-2018

الإمام علي (عليه السلام) أول من صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله).

الباحث: محمد حمزة الخفاجي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين، وبعد:

إن سبب تعظيم الله سبحانه لوليه ووصي نبيه (عليه السلام) إنما كانت لأسباب عدة ومن هذه الأسباب سبقه للإسلام وكذلك سبقه في فرائض الإسلام ومن أولها الصلاة فأمير المؤمنين (عليه السلام) أول من صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وبذلك أنزل سبحانه: {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ }[1].

 وروي عن الإمام الباقر (عليه السلام) في قوله تعالى: { وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ }[2]، نزلت في رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) وهما أول من صلى وركع[3].

وعن ابن عباس في قوله: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ }[4]، فأول من صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب(عليه السلام)[5].

وقد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): (... يا علي أنت أول من آمن بي وصدقني وأول من أعانني على أمري وجاهد معي عدوي وأنت أول من صلى معي والناس يومئذ في غفلة الجهالة)[6].

فأمير المؤمنين (عليه السلام) لم يسجد إلا لله وهذا ما عظم شأنه، وكان (عليه السلام) يفتخر في هذه الفضيلة بقوله: (أنا أول من صلى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله))[7].

وقال (عليه السلام): (أنا عبد الله وأخو رسول الله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب مفتر صليت مع رسول الله سبع سنين).

وقد أنزل سبحانه في هذا الخصوص أعني سبقه بالصلاة آية خاصة به، فعن ابن عباس في قوله { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }[8]، نزلت في علي (عليه السلام) خاصة وهو أول مؤمن وأول من صلّى بعد النبي (صلى الله عليه وآله).

وكان عليه السلام يقول: (ما أعرف أحدا من هذه الأمة بعد نبيها عبد الله ( قبلي لقد عبدته ) قبل أن يعبده أحد منهم سبع سنين أو خمس سنين)[9].

فسبقه هذا وعبادته ومآثره جعلته ينال هذه الدرجة والمكانة عند الله سبحانه ورسوله (صلى الله عليه وآله) وكان (عليه السلام) يقول: (إِنَّ وَلِيَّ مُحَمَّدٍ مَنْ أَطَاعَ اللَّه وإِنْ بَعُدَتْ لُحْمَتُه وإِنَّ عَدُوَّ مُحَمَّدٍ مَنْ عَصَى اللَّه وإِنْ قَرُبَتْ قَرَابَتُه)[10].

فأراد (عليه السلام) بكلامه هذا أن يبين للناس أنه أولى الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله) لاتباعه له لا لقرابته منه، وكان (عليه السلام) يقول: (ولَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُه اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّه)[11].

فكما تتبع الفصيل أثر أُمه كان (عليه السلام) يتبع رسول الله وبهذه الاتباع  نال شرف الولاية على الناس، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأمره بالصلاة والاقتداء به بقوله (ويَأْمُرُنِي بِالِاقْتِدَاءِ بِه)[12]، وكان (صلى الله عليه وآله) يأخذه بحراء ذلك للعبادة والتعبد والتهجد فعلي صلى مع رسول الله القبلتين وكان السباق بالتلبية والدعوة لذا صار سيد الوصيين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وإمام الإنس والجن أجمعين ولا ينال مكانته الا نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله) فقد سبقه بالفضل والرتبة.

قال النبي (صلى الله عليه وآله): (لقد صلت الملائكة علي وعلى علي بن أبي طالب سبع سنين لأنه لم يصل معي غيره)[13].

والخلاصة:

 إن هذا التوفيق في السبق في الصلاة مع النبي (صلى الله عليه وآله) لا يأتي إلا لصفائه ونقاوته وحبه وولائه لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله) كذلك حبه للعبادة، فعلي ابن أبي طالب (عليه السلام) أعبد خلق الله بعد النبي (صلى الله عليه وآله) لذا جعله الله أول المصلين والذّاكرين له سبحانه.

 

الهوامش:

[1] - البقرة: 43.

[2] - البقرة: 43.

[3] - مناقب آل أبي طالب، ابن شهراشوب، ج1، ص296.

[4] - المزمل: 20.

[5] - مناقب آل أبي طالب، ابن شهراشوب، ج1، ص296.

[6] - عيون أخبار الإمام الرضا (ع)، ج1، ص272.

[7] - مناقب الإمام أمير المؤمنين ( ع ) محمد بن سليمان الكوفي، ج1، ص269.

 

[8] - البقرة: 82.

[9] - مناقب الإمام أمير المؤمنين ( ع ) محمد بن سليمان الكوفي، ج1، ص269.

[10] - الحكمة: 96.

[11] - نهج البلاغة، الخطبة: 192، ص300، تحقيق صبحي الصالح.

[12] - الخطبة: 192، ص330، تحقيق صبحي الصالح.

[13] - مناقب الإمام أمير المؤمنين ( ع ) محمد بن سليمان الكوفي، ج1، ص283.

 

المقالة السابقة المقالة التالية

Execution Time: 0.2517 Seconds